كن مباركا اينما كنت الجزء الثاني
كن مباركا اينما كنت
الجزء الثاني
الجزء الثاني
خامسًا: من أجل أن تكون مباركًا: اعمل أعمال المباركين.
ما أعمال المباركين؟
أعمال
المباركين هؤلاء أهم شيء فيها الإخلاص، المبارك شخص ليس عنده إلا الله وهو
يعمل أعمالاً مشتركة مع الناس، ولكن أهم شيء في أعمال المباركين الإخلاص.
✏-
انظري للأعرابي الذي أتى للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له: يَا رَسُولَ
اللَّهِ! إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ((ذَاكَ اللَّهُ))[2]!
ما الفائدة من هذه الجملة؟
كل
الناس ذمّهم لا قيمة له عندك، وكل الناس مدحهم لا قيمة له عندك، إنما كل
رغبة المبارك أن يثني الله عليه، أن يذكره الله فيمن عنده، هذه هي رغبته،
فإذا ذكروك أو ما ذكروك، لا يهمك، العباد لا يهمونك.
أهم شيء أن يذكرك الله فيمن عنده، أن يكون عنك راضيًا، فعندما تعمل الأعمال كل الهم الذي تحمله: أن يقبلها الله.
📌انتبه
أن تأتي مشاعر فرح بعد الأعمال، يجب أن تحللها، لا تعطي نفسك علامة مباشرة
أن هذا هو [الفرح بالطاعة] وأن المؤمن يفرح بطاعته، لا تعطي نفسك الختم
هذا مباشرة.
فحتى المعجب بعمله يفرح بطاعته، فأنت أي منهما؟ هل تعرف تفرح بماذا يا مبارك ؟
- تفرح بأن الله يسر لك الطاعة
- أن الله شغلك بالطاعة
- أن الله امتنّ عليك بالطاقة التي تطيع فيها
أن
الله .. أن الله، حول هذه الجملة يدور الفرح، أن الله أعطاك، امتنّ عليك،
جعلك من أهل الإيمان، أوجد في قلبك محبة الطاعة، تفرح بعطاء الله، وترجو
رضاه عنك.
فإذا جاء فرح بالطاعة، ليس هناك فرح إلا بعطائه.
⭐أنت تتقرّب إلى الله بِمَقْت نفسك، هذه قربى إلى الله، لا تكرهها.
لا تكره هذه القربى.
هل تعرف مقت النفس ؟
تشعر بأنك تحتاج أن تقطع نفسك!
مَقْتُ النفس نوع من أنواع القرب إلى الله {فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}[3]
المبارك هذا عبد يعمل أعمال المباركين.
ما هي أعمال المباركين ؟
قوم ما تحرّكوا إلا لله، على سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، من شدة طاعتهم لله لا يطيعونه إلا بما أمر رسوله.
📌-
مثلاً يقولون: أنا لا أعرف طريق لرضى الله إلا طريق الرسول صلى الله عليه
وسلم، فحتى أكون مباركًا سأتبع إمام المباركين الذي سيوصل إلى أن يعطيني
الله البركة ويقبلني، فتجد هؤلاء المباركين -وإن قلّت أعمالهم- لكن يكون
الله قابلاً لها؛ لما أتوا بقلوب مع الأعمال، قلوبهم مجموعة على الله.
إذن اعمل أعمال المباركين، يأتيك الجزاء الأوفى، هذا إن قلّت أعمالهم.
⭐أما إذا كثرت: فلا تسأل كيف يكون الله سمعهم الذي يسمعون به، وبصرهم الذي يبصرون به، ويدهم التي يبطشون بها، وقدمهم التي يمشون بها.
انظر إلى تمام البركة، تخيّل ما تتكلم إلا بكلام يرضى الله عنه، ولا تسمع إلا كلامًا يرضاه الله، يعني حتى الكلام.
تكون في مجلس واحد مع آخرين، أنت تسمع كلامًا يشرح صدرك، وغيرك يضيق صدره!
(سمعك) الذي تسمع به، بصرك الذي تبصر به، يتحول كل شيء إلى هذه البركة العجيبة فترى آثار رحمة الله في كل شيء.
(بصرك) يكون بصرك الذي تبصر به، فترى آثار رحمة الله في كل شيء، وتمشي إلى مواطن الرحمة، ولا تحرك يدك إلا بما يأتي عليك بالرحمة.
انظر كيف الله -عزّ وجلّ- يبارك العباد، انظر كيف يباركهم فيفتح لهم الرحمات.
👍إذا عملت أعمال المباركين أدناها، تأخذ الجزاء الأولى.
وإذا زدت عن ذلك وتقرّبت بالنوافل، كان سمعك الذي تسمع به وبصرك الذي تبصر به.
لكن في النهاية لا تكون مباركًا إلا عندما تجمع قلبك على واحد لا شريك له، حتى نفسك ليست شريكة.
حتى
(نفسك) في الأعمال الصالحة قد تكون شريكة، تعجب بنفسك، و تتصور أنك أنت
الذي فعلت أنت الذي قمت بالعمل، أنت الذي عندك القدرة و الطاقة.
تنسى أن ربك هو الذي امتنّ عليك.
إذن اعلم أن النفس قد تكون شريكة مع الله عندما تعجب بعملك.
إلى الآن خمسة نقاط في العبد المبارك، نرى الخطوة السادسة..
✏الخطوة السادسة: صاحب المباركين .
فإن أمراض القلوب مُعْدية، و هذا الأمر نرى آثاره بوضوح، يعني ما نسميه (الأخوة في الله).
هذه كلمة جميلة، لكن يجب أن تفهم أنها شديدة الصعوبة!
و كلمة شديدة الصعوبة هذا أهون وصف لها!!
📎من أين لنا هذا الكلام ؟
كلنا متفقون –وهذه قاعدة–: أن الأجور العظيمة لا بد أن تكون مترتبة على أعمال عظيمة.
فلما يقال لك أنك ستأخذ أجرًا عظيمًا، فمن المؤكد أن العمل عظيم.
تعال ناقشني في أجر الأخوة:
· تحت ظل العرش.
· على منابر من نور.
· دليل على كمال الإيمان.
· وجبت محبتي للمتحابين فيّ.
· وجد حلاوة الإيمان.
تصور كل هذه الأوصاف، الأجور المرتبة.. تصور عظيم الأجر
الآن كلمني عن العمل، معناه أنه لا بد أن يكون صعبا!
هل رأيت كلمة [خالص] نقولها بكل سهولة، لكن عندما أقول لك هو [شديد الصعوبة] تفهم ما معنى شديد الصعوبة.
تفهم أن صحبة المباركين حتى تكون أخوة حقيقية، لا بد أنك تبتلى فتبتلى فتبتلى في صِدْق صحبتك له من أجل الله!!
👈هذا
ليس موضوعنا لكن لأنه موضوع مهم بالنسبة لنا وحساس، وفي الغالب ندخل فيه
ونخرج بنتائج سلبية، وتأتي القرارات بأن هذا آخر شخص سأصاحبه! ونقول
لأنفسنا: إن شاء الله ما أعيد لنفسي هذه التجربة.
التجربة من أولها تكون فيها مشكلة، لذلك في الآخر تكون هذه النتيجة طبيعية.
أولا: لا تكن صاحب دعوى، الآن دخلنا بداخل الأخوة.
وهذا موضوع فرعي ليس له علاقة [بالمبارك ]
🌙نحن كلنا ندعي أن هذه أخوة في الله، نقول ذلك، يعني نريد وجه الله.
الذي يريد وجه الله يجب أن لا يدخل الشرك، الذي يريد وجه الله لا بد أن يريده من أجل الله.
يعني يتقرّب إلى الله بهذا الأمر، هل أنت الآن تريد أن تتقرّب إلى الله بهذا الأمر؟
راجع مقدار جمع قلبك أن تتقرّب إلى الله بالصُّحبة، انظر أين ؟
كل القضية محبة الأُنْس، العلاقات غالبها فيها محبة الأنس.
تقولين: لا بأس بمحبة الأنس، نقول: نعم لا بأس، لكن لا تسميها أخوة في الله!
الخلطة الطبيعية هذه ليس بها بأس أبدا، و لا أحد يقول لك خطأ أن تخالط الناس طبيعيا.
لكن المهم لا تسميها قربى إلى الله وأنت تعايشها على أنها خلطة طبيعية.
تقول: لا أنا أريد أن أتقرب بها إلى الله ولا بأس بالأنس.
نقول
لك: موافقين، هات المواطن -وهذا تنزّلاً فقط- هات المواطن التي فيها تتقرب
إلى الله، وانظر هذه الأخوة تقربك أم تبعدك؟ كم شخص في اليوم نغتابه؟ وكم
شخص ننقص منه؟ وكم شخص نتكلم عليه لكذا وكذا؟ إلى آخر سلسلة الإشكالات التي
ندخل بها بسبب الأخوة.
هذا
موضوع عميق وجُرْح نسأل الله -عزّ وجلّ- أن نتكلم فيه قبل أن يقبضنا؛ لأن
حقيقة فيه من الإشكالات والخلط ما لا يتصور، عبادة عظيمة وقربى ودليل على
كمال الإيمان ومن ورائها خير كثير، ندخلها ونحن لسنا أهلها و لا نفهمها!
من أجل ذلك، أنا الآن أترك هذا الكلام وسأذهب إلى [ صاحب المباركين ].
👈لن
أكلمك عن الأخوة التي فيها احتكاك، بل سأكلمك عن من سبقك فمات من الصحابة
والتابعين والسلف الصالح والعلماء ، صاحب هؤلاء على الأقل.
وليس معنى هذا اترك غيرهم، نحن ما تكلمنا عن غيرهم.
نحن نتكلم الآن عن [حتى تكون مباركا صاحب المباركين].
وصاحب المباركين، اقرأ في سيرهم، انظر إلى آثارهم..
♥بحيث يقع في قلبك قوة إرادة تقليدهم؛ لأن الناس كأسراب القطا يقلد بعضهم بعضًا.
أسراب القطا: جماعات الطيور المهاجرة، الناس كأسراب القطا يقلد بعضهم بعضًا.
إذن
صاحب المباركين، ودعونا نقول: الأموات فيهم أولا قبل الأحياء، ثم الأحياء
اسأل الله أن يرزقك أحياء مباركين؛ لأن هذا يصل إلى حد النُّدْرة!
أسأل الله -عزّ وجلّ- أن ييسر لنا لقاء طيّبًا نتكلم فيه عن الأخوة إن شاء الله..
على أنها عبادة وقربى إلى الله و ليس على أنها علاقة.
📌نراجع ما سبق..
1- اعلم أن البركة من الله فاطلبها منه، تعلق به واسأله أن يجعلك مباركًا.
2- تعلّم كيف تكون مباركًا.
3- ارض ورضِّ الناس عن الله.
4- المبارك يخاف على سبب بركته وهو توحيده.
5- اعمل أعمال المباركين.
6- صاحب المباركين. (الأموات منهم قبل الأحياء)
--------
👈الخطوة السابعة: ادفع عدو البركة ألا وهو الشرك.
الشرك عدو البركة، لكن من الذي يدفعك إليه؟ الشيطان.
إذا ما استطاع أن يجعلك تشرك شركًا أكبرًا ظاهرًا، يجعلك تشرك شركًا أصغرًا خفيًّا!
يدخل إلى داخل أعمالك، يحطمك، ويحطم أعمالك!
أنت لا بد أن تكون على حذر منه.
مرّ
معنا أن هذا المبارك يتعلّم، ويخرج من تعليمه ترضية الناس من حوله،
المبارك أيضًا من أعظم أعماله، أنه يعلّم، وهذه مختلفة عن [يرضي الناس]
يعلّم الناس التوحيد.
👈ثامنًا: المبارك يعلم الناس التوحيد بفعله قبل قوله.
وليس معنى ذلك أنه لا يعلمهم بقوله، يعلمهم بفعله وقوله
👈تاسعًا: المبارك لا ينتظر الكرامات.
المبارك لا ينتظر الكرامات، فالاستقامة ليس للكرامة.
يعني أشخاص يتصوّرون أنهم الآن استقاموا، يتصورون أنه من المفروض أن يتميزون بكرامات وعطايا من الله.
يتصور هذا الأمر، ويتصور أنه عمل كل الأعمال مخلصًا لله، فلا بد أن يكون مثلا دعوته مستجابة وله شيء يميزه!
نقول لا أبدًا، المبارك هذا من أجل أن يكون مباركًا لا ينتظر الكرامات.
ما معنى أن أرتفع عند الناس ؟؟
كأنني أقول للناس أن الله يحبني و أعطاني
انتبه! عندما يعطيك الله كرامة، احفظ سر الله، لو أعطاك.
لكن أنت لا تنتظر الكرامة، فالاستقامة عندك ليس للكرامة، إنما تستقيم شكرًا لها سبحانه وتعالى.
👈عاشرًا : المبارك يكون شكارًا.
ليس شاكرًا، بل شكـّارًا.
يعني يستقيم ويكون مخلصًا وقلبه مع الله، لا ينتظر الكرامات بل يعلم أن استقامته هذه مهما كانت شديدة هذا أقل شكر لله -عزّ وجلّ-.
ولا يقول يا ربنا استقمت فأعطني.
حتى
أنه ورد في الزهد لابن المبارك أن رجلاً من بني إسرائيل عبد الله خمسمائة
عام، فقال الله -عزّ وجلّ- له: قد غفرت لك، فقال يا رب: ما أذنبت من أجل أن
تغفر لي.
فتقول الرواية أن الله عز و جل أطلق عليه عصب في إذنه .. فبقي يؤلمه طول الليل فما استطاع أن يقوم و لا أن يصلي حتى سكن فنام !
فتبيّن له أن كل العبادة التي كان يعبدها ما هي إلا شكر على هذا العصب الساكن الذي لم يؤلمك طول الوقت الذي مضى.
لذلك المبارك لا ينتظر كرامة، لا ينتظر ويقول يا رب أنا مستقيم أعطيني.
بل على العكس، كما في النقطة العاشرة، بل هو شكارًا لله.
يعلم أنه أصلا استقامته هذه نعمة، عطاء، تحتاج إلى شكر.
تشكر الله على أن أصلح قلبك وما جعلك من عاد ولا ثمود ولا من قوم لوط، وما جعلك من أهل البدعة.
ألا
ترى أهل البدعة يجاورونك؟! يجاورونك بينك وبينهم جدار! أنت من أهل السنة
وهم من أهل البدعة! أنت ما تسأل إلا الله و هم يسألون غير الله!!
في الحرم، تكاد تسقط تقول يا علي و هي في بيت الله! بالاستغاثة بغيره.
انظر
إلى الشرك، أصناف وأنواع، القوم غارقون، عندما جعلك من أهل السنة، هذا في
حد ذاته يحتاج إلى شكر، نسأل الله عز وجل أني يثبت علينا ديننا.
👍إن أعطاك كرامة --> فاحفظ سر الله
لا تتكلم لو أعطاك، احفظ سر الله؛ لأن كلامك معناه أنك تريد أن ترتفع عند الناس ، فاحفظ سر الله.
لو أعطاك، لكن لا تنتظر الكرامة
على كل حال.. أسأل الله عز وجل أن يجعلنا مباركين أينما كنا، وأن ينفعنا بما سمعنا، وأن يجمعنا في جنات عدن..
السلام عليكم و رحمة الله..
🍒انتهى اللقاء ولله الحمد..🍒
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق