شرح سيد الإستغفار
الجزء الاول
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحمد لله الذي يسّر لنا هذا اللقاء، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، وأن يجعل تفرقنا بعده تفرقًا معصومًا..
الحمد لله الذي يسّر لنا هذا اللقاء، ونسأله سبحانه وتعالى أن يجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، وأن يجعل تفرقنا بعده تفرقًا معصومًا..
👈ولهذا فإن الأذكار الشرعية والأدعية النبوية لها منزلة عالية في الدِّين، ومكانة خاصة في نفوس المسلمين" ومنها أذكار الصباح المساء.
💦وأذكار الصباح تقال بعد الفجر، وأذكار المساء تقال بعد العصر، واذكار للتحصين واذكار للدخول والخروج. اما اﻻن نجد ادعية للاختبار، وما يقوله أثناء الاختبار..!
من أين لنا هذه الترتيبات كلّها؟! وماذا تعتبر؟
🔮تعتبر بدعة، ونحن لا نريد أن نبدِّع الناس، لكن عندنا قانون نسير عليه، فما خالفه ليس بسُنّة، أي بدعة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ)) هذه هي التي ((عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ)) أما غيرها فلا بدّ مِن نبْذِها.
👈وهنا ملاحظة مهمّة ينبغي التنبّه لها:
ليس كلّ شيء لا أعرفه فهو بدعة؛ لأن الجهل أحيانًا هو الذي يجعلني أعتقد أن هذا الشيء ليس بسُنّة، وقد يكون الإنسان جاهلاً ولم يتعوّد على هذا الأمر في آبائه، فيأتيه الخبر بالسنة الثابتة فيقول: هذا لم يكن عليه آباؤنا وأمهاتنا، هذا بدعة!!
إذًا لا يقال على شيء أنه بدعة إلا بعد أن يقول أهل العلم ذلك، ولا أجلس في بيتي أُبدِّع الناس!.
⚡المقصود: لا نسمّي الأدعية من عندنا، ولو سمّيناها من عندنا فقد ابتدعنا؛ لأننا نعرف أن هذا الدعاء الذي للاختبارات ودعاء الأبناء أتى الآن، لكن بعد مائة سنة ماذا سيحصل؟! سيعملون حصن الطالب، والطالب سيوزعه! وهكذا تأتي البدع، جماعة يتفقون على مسألة، فإذا قلنا لهم: هذا لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقولون: نحن نعرف أنه لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثمّ أولاده ينشؤون في بيت يستعمل البدعة، الكبير يعلم أنها بدعة، لكن الأبناء يعتقدون أن هذا هو الدِّين، والعكس 💫بالعكس، لمّا يكون شيئًا من الدِّين ولا أُفهِم من يتربى معي أنه من الدِّين؛ ينشأ على أنه أمر ليس من الدِّين.
🎌مسألة حبس الأبناء عند عصمة المساء، لما تأتي الظلمة، أهذه سُنة أو أنها من عملنا ؟
سُنّة، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((كُفُّوا صِبْيَانَكُمْ)) لكن ما الإشكال؟
أننا لما نكفّ الأبناء لا نقول لهم نحن نكفّكم امتثالاً لسُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فإذا كبروا قالوا: عندنا عادات لا ندري ما هي!
👈يتصورون أنّ المسألة هي مجرّد عادة.
👍إذًا هذا سيِّد الاستغفار؛ لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سمّاه سيِّد الاستغفار، وبما أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- سمّى بعض الأدعية، فما لم يسمَّ من الأدعية؛ ليس له اسم ولا نسميه؛ لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قادر على تسميته، ما دام النبي -صلى الله عليه وسلم- ترك تسميته إذًا لماذا أسمّيه؟!
🌟هذا . من عبوديتي لله الذي أشهد أنه لا اله إلا هو، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، فمَن شهد أن محمدًا عبده ورسوله كان أتقى ما يكون للبدعة، يعني يتّقيها بقدر قدرته.
مناسبة الكلام عن البدعة في شرح سيِّد الاستغفار:
أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي سمّى سيِّد الاستغفار بسيِّد الاستغفار، ومعنى ذلك أني لا أُسمِّي أيَّ دعاء أو أُخصِّص أيَّ دعاء باسم وكذلك بالأجر المترتِّب عليه، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- رتّب أجرًا على سيّد الاستغفار كما قال: ((وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ؛ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ؛ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ)).
👈ومعنى ذلك: ليس لأي أحد أن يقترح الأجر المرتّب على دعاء أو ذكر ما مما لم يرد؛ فكما أن أسماء الأدعية توقيفية؛ كذلك الأجور توقيفية.
👈فليس لأحد أن يقول لآخر: لو دعيت هذا الدعاء؛ يكون لك عند الله كذا أو كذا وكذا..
فهذا نقول له: هات السند الذي يدلّ على صحة هذا الكلام!
😔إذا قال: لمَ لا نُرغِّب الناس؟! بدل أن يتكلَّموا في الغيبة والنميمة يذكروا الله! حتى لو قلنا لهم أجورًا ليست صحيحة.
نقول: هذا ليس صحيحًا؛ لأنّ السُنّة ستندثر، وإذا ظهرت البدعة؛ اختفت السنة.
وأنت لا تأخذ كلام أحد إلا بدليل، إما بدليل صريح واضح، وإما بدليل يتضمن المعنى.
وثمة دليل على أن الذي يكذب على الله ويقول عليه بلا علم؛ صار في درجة قريبة من الشرك، وربما ساواه، وبعض أهل العلم قالوا درجته أعلى من الشرك:
💥{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} قال أهل العلم في هذه الآية: أن الله رتّب الآثام من الأدنى إلى الأعلى، يعني الأقلّ هي الفواحش، إلى أن نصل إلى أعلى شيء وهو القول على الله بلا علم.
💫ثانيًا: أن الأجور ليست ملكنا حتى نقول له: اعمل كذا وكذا، وربنا سيعطيك كذا!! من أين هذا؟!
💫ثالثًا: أنّ الدِّين كامل، ولسنا بحاجة أن نأتي بشيء لم يأتِ به النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فكأن الشخص يقول: النبي -صلى الله عليه وسلم- ما كان يعرف هذا الطريق، وأنا أعرفه أكثر من النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو يعرفه لكنه كتمه ولم يبلّغه!
فنقول: هذا لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
🌟يقول: هذا كله خير! نقول: إذا كان خيرًا، فالخير ليس كما أريده أنا، الخير هو الذي يأتي به النبي -صلى الله عليه وسلم-.
💥وقد ورد عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ -يعني صار نحيفًا ومريضًا- فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟)) قَالَ نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا! -يعني الذي ستعاقبني به في الآخرة خذه مني في الدنيا! فالنبي -صلى الله عليه وسلم- عاتبه على هذا الدعاء- فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سُبْحَانَ اللَّهِ! لَا تُطِيقُهُ -أَوْ لَا تَسْتَطِيعُهُ- أَفَلَا قُلْتَ اللَّهُمَّ: {آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}؟!)) قَالَ: فَدَعَا اللَّهَ لَهُ فَشَفَاهُ.
🚏يعني أنّ الإنسان لا يستطيع أن يعرف أين الخير بعقله، الخير هو الذي جاءت به الشريعة، وليس الخير هو ما نقترحه! وإلا صارت الشريعة هي آراء الناس!
هذا كلّه تعليق على الكلمة الأولى والجملة الأخيرة من الحديث وهي قول النبي -صلى الله عليه وسلم- ((سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ..))، َ. ، والأجر المرتب عليه ((وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّة...)).
👈فتسمية الأدعية أمر توقيفي لا مجال للعقل فيه، أي لا أسمّي الأدعية إلا كما ورد.
هل عندكم أدعية لها اسم في ذهنكم وهي صحيحة؟
دعاء الاستخارة، دعاء الكرب...، كل هذا يحتاج أنكم تذهبون إلى البيت وتفتحون الأحاديث التي فيها الأدعية، وترون هل هذا الاسم سمّاه نصًّا أو نحن سمَّيناه من باب الفعل.
توجد أدعية سمّيناها من باب الفعل يعني مثل دعاء الاستخارة، أول الحديث عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: ((إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ...)).
لم يسمِّه مثل سيِّد الاستغفار، لكن لا بأس، نحن نريد أن نذكر هذه الحالة حتى يظهر أن هذه التسمية لا بأس بها، أي لا بأس أن أسميه دعاء الاستخارة، لماذا ؟
💥لأني أتيتُ بالاسم من الفعل الذي أريده، والمهم أني لا أقول عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما لم يقله.
👍الآن
الآن نأتي إلى ألفاظ الحديث:
((سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ)).
سنقسم الحديث إلى ثلاثة أقسام:
☔الجزء الأول: ((سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ)).
☔الجزء الثاني: ((أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي)).
☔الجزء الثالث: ((فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ)).
ما معنى لفظة ((اللَّهُمَّ)) ؟
معناها: يا الله، وقُلبت الياء (يا) ميمًا في آخر اللفظة؛ حتى يُبتدأ مباشرة باسم الله: (اللهم).
لماذا قلبوا الياء إلى ميم في آخر الكلمة ولم يأتوا بأيّ حرف آخر؟
لأن الميم تدلّ على الجمع، فأنت إلهي وإله الناس كلهم.
إذًا (اللهم) في أيّ دعاء معناها: يا الله.
🔮((أَنْتَ رَبِّي)) نلاحظ في الأدعية قول: ((يا رب)) دائمًا، فلماذا؟
"وَقَدْ نُقِلَ عَنْ مَالِك أَنَّهُ قَالَ: "أَكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ فِي دُعَائِهِ: يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي يَا حَنَّانُ يَا حَنَّانُ وَلَكِنْ يَدْعُو بِمَا دَعَتْ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ ؛ رَبَّنَا رَبَّنَا".
فنحن نقول: ((اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي))، وفي الفاتحة نقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ولمّا تريد أن تحمد تقول: أحمد الله رب العالمين، ولمّا تريد أن تطلب تقول: يا رب، ولمّا تريد أن تستغفر تقول ((اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي..)).
فهو ربّنا وهو مالكنا وهو رازقنا وله الأسماء الحسنى، ولنا أن ندعوه بأسماء كثيرة، فلماذا ندعوه بما يدل على الربوبية بالذات؟
🌝ماذا يعني ربّ؟
ربي الذي ربّاني وربّى جميع العالمين بنعمه.
بأن حوّلنا من حال النقص إلى حال التمام في كلّ شيء, فالله عزّ وجلّ يُربّي عباده ليكونوا صالحين.
ماذا نعني عندما نقول للشيء أنه صالح؟
مثل المواد الغذائية وغيرها، أي هذا صالح للأكل.
👈والذي نقول عنه أن الله ربّاه ليكون صالحًا.
* يكون صالحًا بماذا؟
هو صالح بالعبادة, العبادة مادة صلاحه، أي يصلح بالعبادة.
أليس الإيمان يزيد وينقص؟
👍بلى، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
كلما زدت طاعةً؛ زدت إيمانًا, أصبحت المادة التي تستقي منها زيادة الإيمان هي الطاعة, فصارت الطاعات هي مادة الصلاح.
⛅* ما معنى أن يكون العبد صالحًا؟
أي: يصلح أن يكون مجاورًا لله عزّ وجلّ في جنّته، ليس كل أحد يصلح أن يكون في جوار الرحمن, لكن العبد يقوم بالطاعات من أجل أن يصلح قلبه، فيصلح قلبه قبل أن يصلح بدنه ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ)).
فالقلب هو محطّ نظر الربّ، فيصلح القلب، ومن ثم يكون صالحًا لمجاورة الربّ.
مَن الذي يربّي القلب ويصلحه؟
الله عزّ وجلّ، حيث يخرج من كلّ عبد بما يجريه عليه من أقدار، يخرج منه الفاسد من قلبه ويدخل له الصالح.
🎌هذا هدف مهم! وهو معرفة كيفية التوسّل باسم الربّ؛ لأنّ هذا الاسم -دونًا عن بقيّة الأسماء- تجتمع فيه كلّ مفاهيم الأسماء الأخرى.
أنت تعرف أنّ الله رحمن, تعرف أنه رحيم, تعرف أنه لطيف، تعرف أنه مالك الملك, تعرف أنه رزّاق...، إذًا ((اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي)) أي: الذي ربّيتني بنعمائك، ونعماؤك بين محبوب تُشكر عليه وبين مكروه أعلم أنك ما أردت به إلا خيرًا.
👍هذه نعم الله، الله عزّ وجلّ يريد تعليم عبده أنه عنده قدرة على الصبر لكنه لا يصبر، يعلّمه ويدرّبه إلى أن تأتيه المصيبة الكبرى وهو قد تمرّن وتعلّم أنه لابد أن يصبر.
👀لكن هل كل الناس يقبلون تربية الله؟ الجواب: لا.
تأتي تربية الله للعبد، ويفهمه أن هذا ما حصل إلا لهذا، ويأتي الرزق يطرق الباب, فينسب العبد النعمة إلى فلان الذي أتى بها!
😭فالله عزّ وجلّ يكرر نذره على العبد ويكرر تربيته له، ومع ذلك العبد كأنه ما سمع ولا رأى.
لذلك قال الله عز وجل: {فَلَمَّا زَاغُوا} ماذا فعل الله بهم؟ {أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}.
ماذا يعني زاغوا باسم الربّ؟
لم يستجيبوا للتربية, ربنا يربّيهم مرارًا وهم لا يستجيبون، أصرّوا على أن يزيغوا, فلمّا أصرّوا على أن يزيغوا؛ أعطاهم الله عزّ وجلّ على ما يزيدهم زَيغًا.
💢ولكن {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} هو العبد لم يرضَ أن يتربّى؛ ولذلك نجد أن الله عزّ وجلّ يمدّ في أعمار أهل الكفر؛ علّهم يعتبرون, يمدّ في أعمار أهل الفسق؛ علّهم ينتفعون, لكن سبحان الله! مَن كان في قلبه زيغ؛ مع العمر قد يزداد زيغًا.
فالله عزّ وجلّ إمّا يعامل العباد بفضله، وهو الشكور، وإمّا يعاملهم بعدله، وهو الحليم سبحانه وتعالى.
💗"الرزّاق".
لمّا أتاني ما لم يأتِ غيري؛ قلت: أنا مؤمن باسم "الرزّاق", أعطاني ما لم يعط غيري.
لو أتى لغيري ولم يأتني؟!
هنا يتضح هل أنا مؤمن باسم "الرزّاق" أو لا؟
👈لمّا يأتي لغيرك ما لم يأتك؛ هنا تأتي تربية الله؛ من أجل أنت تعرف نفسك.
🌹للدرس بقيه 🌹
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق