سلسلة فوائد الذكر
10
الفائده الحادية والاربعون ان الذكر شجرة تثمر المعارف والاحوال التي شمر اليها السالكون فلا سبيل إلى نيل ثمارها الا من شجرة الذكر وكلما عظمت
تلك الشجرة ورسخ اصلها كان اعظم لثمرتها فالذكر يثمر المقامات كلها من اليقظة إلى التوحيد وهو اصل كل مقام وقاعدته التي ينبني ذلك المقام عليها كما يبنى الحائط على رأسه وكما يقوم السقف على حائطه وذلك ان العبد إذا لم يستيقظ لم يمكنه قطع منازل السير ولا يستيقظ الا بالذكر كما تقدم فالغفلة نوم القلب أو موته
الثانية والاربعون ان الذاكر قريب من مذكوره ومذكوره معه وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والاحاطة العامة فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتوفيق كقوله تعالى ) إن الله مع الذين اتقوا
والله مع الصابرين ( ) وإن الله لمع المحسنين ( ) لا تحزن
إن الله معنا ( وللذاكر من هذه المعية نصيب وافر كما في الحديث الالهي
انا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه وفي اثر اخر
اهل ذكري اهل مجالستي وهل شكري اهل زيارتي واهل طاعتي اهل كرامتي واهل معصيتي لا اقنطهم من رحمتي ان تابوا فانا حبيبهم فاني احب التوابين واحب المتطهرين وان لم يتوبوا فانا طبيبهم ابتليهم بالمصائب لاطهرهم من المعايب
والمعية الحاصلة للذاكر معية لا يشبهها شئ وهي اخص من المعية الحاصلة للمحسن والمتقي وهي معية لا تدركها العبارة ولا تنالها الصفة وانما تعلم بالذوق وهي مزلة اقدام ان لم يصحب العبد فيها تمييز بين القديم والمحدث بين الرب والعبد بين الخالق والمخلوق بين العابد والمعبود والا وقع في حلول يضاهي به النصارى أو اتحاد يضاهي به القائلين بوحدة الوجود وان وجود الرب عين وجود هذه الوجودات بل ليس عندهم رب
انا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه وفي اثر اخر
اهل ذكري اهل مجالستي وهل شكري اهل زيارتي واهل طاعتي اهل كرامتي واهل معصيتي لا اقنطهم من رحمتي ان تابوا فانا حبيبهم فاني احب التوابين واحب المتطهرين وان لم يتوبوا فانا طبيبهم ابتليهم بالمصائب لاطهرهم من المعايب
والمعية الحاصلة للذاكر معية لا يشبهها شئ وهي اخص من المعية الحاصلة للمحسن والمتقي وهي معية لا تدركها العبارة ولا تنالها الصفة وانما تعلم بالذوق وهي مزلة اقدام ان لم يصحب العبد فيها تمييز بين القديم والمحدث بين الرب والعبد بين الخالق والمخلوق بين العابد والمعبود والا وقع في حلول يضاهي به النصارى أو اتحاد يضاهي به القائلين بوحدة الوجود وان وجود الرب عين وجود هذه الوجودات بل ليس عندهم رب
وعبد ولا خلق وحق بل الرب هو العبد والعبد هو الرب والخلق
المشبه هو الحق المنزه تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا
والمقصود انه ان لم يكن مع العبد عقيدة صحيحة والا فاذا استولى عليه سلطان الذكر
وغاب بمذكوره عن ذكره و عن نفسه ولج باب الحلول والاتحاد ولا بد
الثالثة والاربعون ان الذكر يعدل عتق الرقاب ونفقة الاموال والحمل على الخيل فى سبيل الله عز وجل ويعدل الضرب بالسيف فى سبيل الله عز وجل وقد تقدم ان من قال فى يوم مائة مرة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه حتى يمسى الحديث
وذكر ابن أبي الدنيا عن الاعمش عن سالم بن أبي الجعد قال قيل لابي الدرداء ان رجلا اعتق مائة نسمة قال ان مائة نسمة من مال رجل كثير وافضل من ذلك وافضل ايمان ملزوم بالليل والنهار ان لا يزال لسان احدكم رطبا من ذكر الله عز وجل وقال ابن مسعود لان اسبح الله تعالى تسبيحات احب إلى من ان انفق عددهن دنانير فى سبيل الله عز وجل وجلس عبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود فقال عبد الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر احب إلى من ان انفق عددهن دنانير فى سبيل الله عز وجل فقال عبد الله بن عمرو لان اجد فى طريق فاقولهن احب إلي من احمل عددهن على الخيل فى سبيل الله عز وجل وقد تقدم حديث ابى الدرداء قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها فى درجاتكم وخير لكم من انفاق الورق والذهب وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم قالوا بلى يارسول الله قال
اذكروا الله رواه ابن ماجه والترمذي وقال الحاكم صحيح الإسناد
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق