كلمه فضيلة الشيخ د. محمد بن عبد الله الربيعة

كلمه فضيلة الشيخ د. محمد بن عبد الله الربيعة

في بدايه تفسير سوره الفاتحه

عسي أن ترفع من همتنا لمتابعه الدوره

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين , أنزل كتابه المبين وجعله هدىً للمتقين , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانه إلى يوم الدين , وعنّا معهم أجمعين إنّه سميع مجيب .
ثمّ إننّي أحمد الله تعالى على أن وفّق وأعان ويسّر هذا الاجتماع المبارك وإقامة هذه الدورة المباركة في تفسير القرآن الكريم , وإننّي أهنئكُم أيّها الإخوة طلبة العلم على أن اختاركم الله عزّ وجل لهذه المجالس المباركة , هذه المجالس التي لا تعدلها مجالس في الأرض إلاّ مجالس الذكر , هذه المجالس القرآنية أيّها الأحبّة وهذا المجلس الكريم أرجو وأحتسب على الله عزّ وجل أن يكون من المجالس التي تمَثَلَت قول - النبيّ صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي أخرجه الترمذيّ بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه , أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم – قَالَ : « مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تَعَالَى, يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ , إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ , وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ , وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ , وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ » .
ما أعظم هذا الأجر وهذا الفضل العظيم أيّها الأحبة !
أربعة أمور حين تتحقق في هذا المجلس الكريم , وأسأل الله أن يجعلنا ممّن تحققت في هذا المجلس تتحقق فيها أربع كرامات لأهلها :
أمّا الوصف الأول : الاجتماع « ما اجتمع قوم » .
والوصف الثاني : « في بيت من بيوت الله » .
والوصف الثالث : « يتلون كتاب الله » .
والوصف الرابع : « يتدارسونه بينهم » .
حينها تأتي لأهل هذا المجلس الكريم أربع كرامات : تغشاهم الرحمة , وتنزل عليهم السكينة , وتحفُهُم الملائكة , ويذكرهم الله تعالى فيمن عنده .
الله أكبر! ما أعظم هذا الجزاء أيّها الأحبة حينما نحتسب هذا عند الله تعالى , وتصورّوا أيّها الأحبّة أنّ الملائكة " ملائكة الله البررة الأطهار " يحفُونَنا بأجنحتهم , ويستغفرون لنا , نسأل الله أن يجعل ذلك لنا .
ثم تصورُوا أيّها الأحبّة أنّ الله عزّ وجل ربّ السموات والأرض وربّ كل شيء يذكرنا فيمن عنده , نسأل الله أن نكون كذلك , وأن يذكرنا الله تعالى فيمن عنده , ولاشكّ أيّها الأحبّة أن أعظم ما يبعث لذلك ويُحقِّقه هو تحقيق الإخلاص لله تعالى في هذه المجالس حضوراً واستماعاً واجتهاداً ونيةً , نسأل الله أن يُحقق لنا الإخلاص في ذلك .
ثمّ أمّا بعد أيّها الأحبّة , وبما أننا في بداية درسنا , فإنّي لعلّي أُنبّه عن أمور :
الأمر الأول : أنّ هذه الدورة ربّما يكون فيها شيء من الاختصار , فليست دورة فيها تفصيلٌ في مسائل التفسير وخلافاته وما يتعلق بمسائله الدقيقة ، ذلك لأنّ ذلك يطُول , ولو بقينا في سورة البقرة وحدها لبقينا سنوات , لكن الإخوة وفقّهم الله حرصوا أن تُقام مثل هذه الدورة في سنتين , ليُلقى فيها أهمّ ما يمكن أن يكون لطالب العلم في تأسيسه في تفسير كتاب الله عزّ وجل وفهمه , عرضاً عاماً مع بعض المسائل والدقائق والفوائد واللطائف , وأرجو الله عزّ وجل أن يُوفِق لذلك .
ثمّ أيضاً أنّ الإخوة - وفقّهم الله - ألحقوا بهذه الدورة منهجاً فريداً يُشكرون عليه , وهو منهج التدبّر , وهذا مشاركة من الطّلاب أنفسهم في متابعتهم للدرس , ستُوزع عليكم أوراق , وربّما مذكرة , فيها ما يتعلق بتدبّرات , ووضعت التدبّرات في أربعة ضوابط , حتى لا يقول الإنسان ما لا يعلم , فإنّ القول على الله عز وجل عظيم في كتاب الله تعالى : ( مَنْ قَالَ فِيْ الْقُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأْ
وإنمّا نقصد أيّها الأحبّة ما يُمكن أن يَستنبطه الطالب خلال الشرح من فوائد ولطائف تُعالج أو تُعزِز الجانب الإيماني والجانب السلوكي والجانب العملي, فهذه ليست داخلة في المعنى وإنمّا داخلة في دلالات الآيات , فلا بأس إذا كان الإنسان انطلق من فهمه ممّا سمعه أو قرأه أن يستنبط ما فتح الله تعالى عليه , وليحرص الإنسان أن تكون هذه الفائدة التي يستنبطها من دلالات الآية نفسها ممّا يدخل في مضمون الآية معنىً ودلالة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق