تابع تفسير الآيات حتي 231




تابع تفسير الآيات حتي 231

اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً يا أرحم الراحمين ، اللهم اجعل ما تعلمناه وما نقوله وما نسمعه حجة لنا لا علينا .


لا زال الحديث موصولاً في آيات الطلاق في سورة البقرة وتوقفنا  عند قوله سبحانه وتعالى ) فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ ( [1] وانتهينا من الآية السابقة وهي قوله الله سبحانه وتعالى ) الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ( وهذا في الطلاق الرجعي ، ونأتي بعد ذلك للطلاق البائن يقول الله - عز وجل - فيه : ) فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230) ( بعد أن ذكرت الآية السابقة أحكام الطلاق والفراق أو الإمساك ، جاء بعد ذلك الطلاق البائن وسياق الآية يدل على هذا : ) فَإِنْ طَلَّقَهَا ( بعد ذلك : ) فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ( والنكاح هنا يكون نكاح رغبة ، أن تنكح زوجاً غيره ، يعني أن يكون النكاح والزوج ولذلك لما جاءت امرأة رفاعة القرظي إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - وقد طلقها رفاعة وأخذها عبد الرحمن ابن الزبير واشتكت وقالت : " يا رسول الله إن عبد الرحمن ليس معه إلا كهذبة الثوب " فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعرف أنها تريد أن ترجع إلى رفاعة القرظي ، فقال عليه الصلاة والسلام : « لاَ حَتَّى تَذُوقِى عُسَيْلَتَهُ وَيَذُوقَ عُسَيْلَتَكِ » [2] إذاً حتى تنكح زوجا غيره لا يكون هذا فيه تحايل ، ولذلك لعن النبي صلى الله عليه وسلم التيس المستعار ، لا يجوز ، أن يكون هذا النكاح إلا نكاح رغبة ، ولذا : ) فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا ( أي هذا الغير قال سبحانه : ) فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا ( ، لا جناح أن يرجع بعد ذلك ويتزوجها ، ) إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ( أي : إن غلب على ظنهما أنهما يقيما حدود الله فيما بينهما ، وتقوم هي بحقوقه ويقوم هو بحقوقها فلا بأس ، ثم قال - ولعلي أقف مع ختم الآية هنا وأحب أن تشاركوني في بيان سر الختم فقال سبحانه وتعالى : قال هناك ) تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ( هذا في الطلاق الرجعي ، وهنا في الطلاق البائن قال ) وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( فما المراد بهذا ؟ أو هل من سر يلتمس في هذا الختام ؟


هنا لما حدّ الحدود الغالب أن الذي يلتزم بحدود هذه الآية وهي أنه لا ينكحها حتى تتزوج زواج رغبة من آخر وينكحها ثم يتركها من نفسه، فمن التزم بهذه الحدود في الغالب أن أكثر من يفعل هذا ويلتزم بها هم أهل العلم ، وهم المتعلمون ، لأن قضية ( التيس المستعار ) والزواج من غير رغبة ، هذا أكثره في العامة ، في الجهّال ، بل بعضهم يحسب أن هذا الأمر يمكن للإنسان أن يفعل فيه خيرا ، فيدخل في بعض الأحيان وسيطاً ، وينسى اللعن الوارد من النبي – صلى الله عليه وسلم - ، وأن هذا أصلاً الزواج وهذا التحليل لا يجوز لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال حتى تنكح زوجاً نكاح رغبة لا نكاح - عياذاً بالله - غير ذلك ، إذاً ختامها ) يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( فأكثر الملتزمين بها والممتثلين هم من العالمين ، أما غيرهم وكثير ما يقع في الجهّال ، ولذلك نجد أن هذا النوع من الزواج الذي يقع فيه التحليل ، في الغالب يقع في الأماكن التي يقل فيها العلم ، في البوادي ، في الهجر ، يكثر هذا ، أو حتى عند من يقل عندهم علمه أو دينه ، ثم بعد ذلك قال الله - عز وجل - أيضاً ) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ( هنا في قوله سبحانه وتعالى : ) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ( قلنا ولعل في الإعادة تأكيد : أن الآية السابقة عندما قال الله - عز وجل - ) الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ( هنا قال : ) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ ( أي : قاربن ، البلوغ هنا - هل البلوغ هنا في هذه الآية - لاحظوا الآية الحادية والثلاثين تأملوا فيها ، هل البلوغ في هذه الآية والبلوغ في الآية التي تليها متساوي المعنى ؟


هنا قال : ) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ ( وقال في الآية التي تليها ) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ ( فهل البلوغ في هذه الآية مثل الآية التي بعدها ؟ .. لا .. البلوغ في الآية التي معنا الآن : ) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ ( هذا بمعنى المقاربة ، قاربت ، اقتربت من الانتهاء من العدة ، يقع من بعض الناس أنه إذا قاربت المرأة يمسكها لا لقصد الإمساك ، إنما يمسكها لقصد الإضرار ، وإطالة المدة ، لأنها الآن قرّبت قرب الفرج ، فهو يرجعها لكن لا يريد إرجاعها فجاءت الآية في هذا النوع من الناس والنعي عليهم ، أو يمزح أو يعبث ، ولذلك قال ) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ( وقلنا لماذا المعروف لأنه لا ينتظر من هذا المضار إلا أن يتركها بالمعروف ، ما ينتظر منه الإحسان ، وإلا الأصل في أهل الإسلام والإيمان أن يكون تسريحهم بأعلى الدرجات لأن فيه كسب وجرح لهذه المسكينة ، فالأولى أن يكون مع هذا تتطيب لخاطرها بالإحسان وأن يكون الختـام مسك ، ) وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا ( هنا في قوله سبحانه وتعالى ) وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا ( ولذلك قلنا التسريح بمعروف ، لأنه هو ينوي أن يمسكها إضرارا ، يعني كيف يمسكها ؟


يراجع مرة ثانية يعني بقي عليها تدخل في الحيضة الثالثة يوم أو يومين ، قال أشهدك يا فلان أني راجعت ، هل تريد بهذه المراجعة إعادة الماء إلى مجاريها وتقصد الخير ؟ لا ، إنما يريد أن يضار ولذلك القاضي والحاكم إذا عرف أنه يريد أن يقصد الإضرار لا يقبل بهذه المراجعة ، لكن هذه أمور مرجعها للنيات ، وهذه أمور خفية في نفوس الأزواج ، وعند الزوجات أيضاً أمور خفية ولذلك جاء مع الأحكام الشرعية مواعظ ) وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ ( وجاءت آيات التقوى ، والتقوى العجيب تكررت في سورة البقرة كثيرا وجاءت أيضا مع مسائل الطلاق ) حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ( ) حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ ( كما سيأتي ، إذاً قال تعالى ) وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا ( إذا كان قصدك الإضرار وهذا من الاعتداء ، طيب الذي يفعل ذلك قال : ) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ( هو يتصور أنه بهذا الفعل وهذا التضييق عليها بدل ثلاثة أشهر تنتهي ، لا ، يجعلها إلى قبيل أن تنتهي عدتها بيوم أو يومين ثم يراجعها ، ولا يقصد بذلك المراجعة ثم يجعلها مرة أخرى ثم يبقيها أيام بعد المراجعة ثم يطلقها ثم تبقى فترة طويلة ثم يراجعها ثم بعد ذلك يطلق وهي الطلقة الأخيرة ، لكن كل هذا عبث ، إذا ليس لك رغبة لماذا تراجعها ؟! ولذلك نهى الله - عز وجل - هذا الصنف عنه واعتبره ظالم ، هو يتوقع أنه ظلمها لكنه ظالم لنفسه ، ) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ( بل قال الله - عز وجل - : ) وَلَا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ( وهنا يا إخوان : قضية الاحتيال على الأحكام الشرعية ، تراه استهزاء بالأحكام الشرعية ، سواء كان في موضوع العلاقات الأسرية أو غيرها ، بعض المحامين الآن يعرفون المداخل والمخارج فيبدأ يحتال ويقول كذا افعل كذا ، أو حتى بعض المجربين أو بعض شياطين الإنس ممن يوقع الناس في بعض الحيل فيبوء بإثم هذا فيقول افعل كذا ، تريد أن تبهدلها ؟ تريد أن تضار بهذه المسكينة ؟ افعل كذا وافعل كذا ولا تجعلها تفرح في كذا ، ما يجوز لك إذا علمت أن الخلاف بينهم وأن هذا الرجوع بغير رغبة ، لا يجوز أن يرجع لهذه المسكينة ، ولذلك قال : ) وَلَا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ( ومن الاستهزاء أن الإنسان يقول : طلقت هازلاً ، وراجعت هازلاً، ولذلك قال النبي – صلى الله عليه وسلم - في الحديث وإسناده حسن ( ثَلاَثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ النِّكَاحُ وَالطَّلاَقُ وَالرَّجْعَةُ ) [3] وفي رواية ( العتاق ) ، إذاً الطلاق ليس فيه مزح ، والنكاح ليس فيه مزح ، والرجعة ليس فيها مزح ، فينبغي للإنسان أن يتقي الله ولا يتخذ آيات الله هزوا ولذلك قال الله سبحانه وتعالى : ) وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ ( اذكروا نعمة الله وما أنزل عليكم أي نعمة ، كيف كنتم تعيشون في فوضى في الجاهلية وكانت النساء تبقى السنتين والثلاث يُأل منها وكيف كان الطلاق مرة ومرتين وعشر وعشرين ، وكيف ، وكيف ، فهذه من نعم الله - عز وجل - اذكروا نعمة الله عليكم ، يعني عندك زوجة وعندك بنت وعندك أخت وعندك قريبة ، كيف أنعم الله بتنظيم هذه الأمور ما أصبحت فوضى فقال الله ) وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ ( وخص الكتاب والحكمة مع أنها من النعمة لزيادة وإبراز فضلهما ، فالله - عز وجل - الذي أنزل الكتاب والحكمة وهي السنة ) وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ ( ثم جاءت التقوى كما قلت لكم بعد أن ذكر الحكم الشرعي ذكرت التقوى ، والتقوى جاءت في الطلاق كثير وفي البقرة كثير ، وإن كانت وردت في القرآن فيما يقارب 245 موضع لكن جاءت في البقرة أيضاً التقوى كثيرة ، ولذلك لو بحثت مسألة التقوى بالذات في مسائل الأحكام ، أو بحثت في سورة البقرة كانت بحثا يستحق حقيقة البحث والتنقيب والإفادة من هذا الموضوع ، ثم قال الله تعالى ) وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( لأنك أنت كنت تراجعها وأنت مخفي نيتك لكن الله - عز وجل- ) بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( لا تعبث .


نأتي بعد ذلك إلى صورة أخرى جميلة وتأملوا فيها ، وأرجو أن تلتفتوا لها ، لأن بعضنا يكون له نصيب في واقعه من هذه الآية ، يقول الله سبحانه وتعالى ) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ ( البلوغ ما المراد به هنا ؟


الانتهاء، طلقت وانتهت، غير البلوغ السابق ، البلوغ السابق مقارب للنهاية ، وهنا منتهية خلاص أصبحت أجنبية عنه ، وهو أجنبي عنها ، ) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ ( قال الله – عز وجل - وصدق الله وكذب كل من قال خلاف ذلك قال : ) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ( لعله تتضح بسبب نزولها ، سبب نزولها في البخاري قصة معقل بن يسار ، معقل يقول كانت أختاً لي ، فزوجتها بابن عمي ، ثم بقي ما شاء الله أن يبقى معها ثم طلقها ، ولم يراجعها انتهت عدتها ولم يراجعها ، ثم بقي ما شاء الله أيضا ، فهويها وهويته ، ثم جاء يخطبها خاطب الخطاب هو نفسه ، طلقها طلقة واحدة ، ثم بقي مدة طويلة انتهت عدتها وما راجعها ، لكنه رجع بعد أن انتهت عدتها رجع يريد أن يتزوجها مرة أخرى ، ماذا قال له معقل ؟ قال يا لوكع زوجتكها ثم طلقتها والله لا زوجتك بعدها ؟ كيف تجرؤ وأنت مطلقها ثم ترجع مرة ثانية وتتزوجها ؟ هذا سبب النزول يوضح لكم ما في الآية تأملوا في الآية قال ) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ ( ليست زوجته ولكن سماها زوجه باعتبار حالته السابقة ، كأنه يقول أزين هو أحسن من غيره ، امرأة انكشفت عليه أفضل من ثم قال ) فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا ( هذا المطلق والمطلقة ) إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ( لكن إذا أحبته لفسقه أو أحبها لفسقها ، لا ، لكن إذا تراضوا بالمعروف يعني بقوا سنة سنتين لكن فعلاً جرب ثانية ولقي تلك يعني فعلا استعجل في طلاقها ، وتمنى لما جرب غيرها فرجع لها ثم أيضاً هي بقيت تنتظره لأنها تذكر أن هذا الطلاق ما كان له ذلك الداعي ، حتى أنها كانت تهواه وهو يهواها ، قال الله سبحانه وتعالى ) إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ( أريد أسألكم لو أن هذه الآية ليست في أذهانكم وأن هذا الأمر الرباني ليس في أذهانكم ، هل يسهل عليك أنت أيها الأب والولي أن تزوج بنتك ثم تطلق ثم سنة سنتين ثم يرجع يخطبها ؟ سهل عليك ؟ صعب ، مثل معقل بن يسار قال يا لوكع زوجتك ثم والله لا زوجتك ، فنزلت هذه الآيات ، هي صعبة على النفوس ، يطلق ثم يعود مرة أخرى ، فجاءت هذه الآية تهدم ما في النفوس وتقول أن النفس تريد والله يريد ، والله يختار ، لكن لماذا نحن نجد غضاضة ، في مثل هذا الزواج ؟ لماذا ؟


تشعر أنه فيه شيء من الهضم لك ، شيء من الإهانة ، شيء من الخفض لك ، يعني بنتي أو أختي تزوج ثم تطلق ثم ترجع مرة ثانية ، ماذا سيقول الناس ؟ هذا ما عنده مروءة ما يفهم ، فقال الله في ختامه وصدق الله وكذب من قال خلاف ذلك ، فقال الله : ) ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى ( ما قال أحسن ، ما معنى أزكى ؟ أرفع ، ليس أحسن ، أزكى ولا هو الأحسن ، الأزكى فيه الزكاة والرفعة زكى يعني الزكى من الرفعة أنت تتوقع أنها أخفض والله يقول لك أرفع ، إذاً أزكى انتهت الشيء الذي تجده أنه يحطك من قيمتك لا مادام الله يقوله سترتفع قيمتك ، لأن الله قال أزكى ، والأزكى في اللغة الأرفع ، فإذاً أنت وإن قال الناس أخفض ، قال الله أزكى فصدق الله وكذب الناس ، وكذبت نفسك حتى ، ذلكم أزكى لكم وماذا ؟ ) وَأَطْهَرُ ( وأطهر لماذا ؟ لأن المرأة تتعلق حتى الرجل كلهم مساكين يتعلقون بأول لقاء ، والمرأة أشد والذي يمنع هو ولي المرأة ، فالمرأة في هذا المقام قد تنحرف لأن الذي هويته ، ولذلك لطهارة قلبها وافق على هذا الزواج ، فإذا كان في مسألة الخفض ، فأنت أرفع برفعة الله ، وأرفع لأنك ألتزمت بأمر الله ، لأنك أزكى وكذلك أطهر لقلب هذه المسكينة ولقلبك ثم قال ختام جميل ) وَاللَّهُ يَعْلَمُ ( سبحان الله !! يعلم ماذا ؟


يعلم ما في قلبها من الحب ويعلم ما في قلبه من الحب ، ماذا دخلكم أنتم ؟ بل سماهم أزواج ، التدخلات كثير لو الناس التزموا بهذه القواعد الشرعية والأوامر ، فيه بحث جميل أنصح بقراءته حتى في مسائل الطلاق ، في بحث لأحد القضاة اسمه " الطلاق السني وأثره في تقليل من نسب الطلاق " لو أن الناس طلقوا على السنة وأبقوها في البيت والتزموا بكل الأوامر ، 80% من حالات الطلاق تروح ، المطلقة لو أنها ما تخرج ولا تخرج ، كثير من الأمور ترجع وتصلح ، ولذلك هذا العضل لا يجوز ، لا يجوز لهذا الولي أن يعضلها ، بعض العلماء قال أيضاً هذه الآية تنطق على بعض الأزواج الذين يعضلون زوجاتهم .


(سؤال من طالب )


ج: أظن الشيخ عبد المجيد الدهيش القاضي ، بحث جميل ، لكن فعلا هو حل لو أن نشيع في الناس في الخطب ، في المحاضرات ، في اللقاءات ، زعلت عليها خلها تبقى ، حتى تبقى ثلاث حيض ، لماذا ثلاث حيض ، ما تكلمنا عن ثلاثة قروء ، إن كان لاستبراء الرحم ، الرحم بريء من أول حيضة ، ما في حمل وإلا لا ؟ تقدر تحلل وتقول ما في حمل ، طيب لماذا ثلاث حيض ؟ ) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ( لماذا ؟ لأن ثلاث حيض لما يطلق أول أسبوعين الوضع صعب - متكهرب كما يقال - الوضع شديد ، كل واحد لا يطالع في الثاني أول أسبوع الوضع شديد ، ثاني أسبوع كل واحد يسرق النظر للثاني ، ثالث أسبوع تهـدأ النفوس ، رابـع أسبـوع هي تقدمه أنـواع من الأكل والشرب - بخشيش - ، وهي عنده في البيت ، وهي لازلت زوجته تتجمل له وتتزين له ، لكن خرجت كل واحد تعنت ، إذا خرجت هي أو أخرجت ، أهلها أيضاً كان عندهم قلة عقل وقلة دين ، فأخرجوها أو هي خرجت أو هو أخرجها ، لا أبقها في البيت ، فتنتهي أول حيض والحيضة الثانية يبدأون يشتاقون لبعض ، يبدأ يعاتبها ويخف العتاب ويراجعها ، هذا الذي يريـد ، هذا الطلاق السني ، هو أيضاً في طهر لم يجامعها فيه ، وما يكون انتهى ما في رأسه ، لا ، طهر ما جامعها فيه ، يطلق في طهر لم يجامعها فيه ، ثم مرت حيضه وحيضتين والثالثة ، واضح أنه كرهها وأيضاً كرهته فلا بأس من هذا الفراق ، الفراق أحسن من هذا البقاء .


إذاً العضل الذي يقع من الأولياء لا يجوز في مثل هذه الأمور ، وقال بعض المفسرين إن هذه الآية ، وإن كان هذا القول أضعف من القول الأول لورود سببه ، قالوا إن بعض الأزواج يعضل زوجته إذا طلقها يعضلها حتى لا تتزوج غيره .




[1] سورة البقرة 230 .
[2] صحيح مسلم ، كتاب النكاح ، باب لا تحل المطلقة ثلاثا لمطلقها حتى تنكح زوجا غيره ويطأها ثم يفارقها وتنقضي عدتها .
[3] سنن أبي داود ، كِتَاب الطَّلَاقِ ، بَاب فِي الطَّلَاقِ عَلَى الْهَزْلِ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق