سلسله فوائد الذكر 16

سلسله فوائد الذكر

16


الرابعة والخمسون ان مدمن الذكر يدخل الجنة وهويضحك لما ذكر ابن أبي الدنيا عن عبد الرحمن بن مهدي عن 
معاويه بن صالح عن عبد الرحمن ابن جبير بن نفير الحضرمي عن أبيه عن أبي الدرداء قال
الذين لا تزال السنتهم رطبة من ذكر الله عز وجل يدخل احدهم الجنة وهو يضحك

الخامسة و الخمسون ان جميع الاعمال انما شرعت اقامة لذكر الله تعالى والمقصود بها تحصيل ذكر الله تعالى قال سبحانه وتعالى اقم الصلاة لذكري قيل المصدر مضاف إلى الفاعل أي لاذكرك بها وقيل مضاف إلى المذكور أي لتذكروني بها واللام على هذا لام التعليل وقيل هي اللام الوقتية أي اقم الصلاة عند ذكري كقوله ) أقم الصلاة لدلوك الشمس ( وقوله تعالى ) ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ( وهذا المعنى يراد بالاية لكن تفسيرها به يجعل معناها فيه نظر لان هذه اللام الوقتية يليها اسماء الزمان والظروف

والذكر مصدر الا ان يقدر زمان محذوف أي عند وقت ذكري وهذا محتمل
والأظهر انها لام التعليل أي اقم الصلاة لاجل ذكري ويلزم من هذا ان تكون اقامتها عندذكره واذا ذكرالعبد ربه فذكر الله تعالى سابق على ذكره فانه لما ذكره الهمه ذكره فالمعاني الثلاثة حق
وقال سبحانه وتعالى ) اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر ( فقيل المعنى انكم في الصلاة تذكرون الله وهو من ذكره ولذكره الله تعالى اياكم اكبر من ذكركم اياه وهذا يروي عن ابن عباس وسلمان وابي الدرداء وابن مسعود رضي الله عنهم وذكر ابن أبي الدنيا عن فضيل بن مرزوق عن عطية ) ولذكر الله أكبر ( قال وهو قوله تعالى ) فاذكروني أذكركم ( فذكر الله تعالى لكم اكبر من ذكركم اياه
وقال ابن زيد وقادة معناه ولذكر الله اكبر من كل شئ وقيل لسلمان أي الاعمال افضل اما تقرأ القران ولذكر الله تعالى ويشهد لهذا حديث أبي الدرداء المتقدم
ألا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وخير لكم من انفاق الذهب والورق الحديث
وكان شيخ الإسلام أبو العباس قدس الله روحه يقول الصحيح ان معنى الاية ان الصلاة فيها مقصودان عظيمان واحدهما اعظم من الاخر فانها تنهي عن الفحشاء والمنكر وهي مشتملة على ذكر الله تعالى ولما فيها من ذكر الله اعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر وذكر ابن أبي الدنيا عن ابن عباس انه سئل أي

العمل افضل قال ذكر الله اكبر وفي السنن عن عائشة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال
انما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله تعالى رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح

يتبع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق