سلسله فوائد الذكر
21
السابعة والستون ان الجبال
والقفار تتباهى وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها قال ابن مسعود ان الجبل لينادي
باسمه امر بك اليوم أحد يذكر الله عز وجل فاذا قال نعم استبشر وقال عون بن عبد
الله ان البقاع لينادي بعضها بعضا يا جارتاه امر بك اليوم أحد يذكر الله فقائلة
نعم وقائلة لا فقال الاعمش عن مجاهد ان الجبل لينادي الجبل باسمه يا فلان هل مر بك
اليوم ذاكر لله عز وجل فمن قائل لا ومن قائل نعم
الثامنة والستون ان كثرة ذكر الله عز وجل امان من النفاق فان المنافقين قليلو الذكر لله عز وجل قال الله عز وجل في المنافقين ولا يذكرون الله الا قليلا وقال كعب من اكثر ذكر الله عز وجل برئ من النفاق ولهذا والله اعلم ختم الله تعالى سورة المنافقين بقوله تعالى ياايها الذين امنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يقول ذلك فاولئك هم الخاسرون فان في ذلك تحذيرا من فتنة المنافقين الذين غفلوا عن ذكر الله عز وجل فوقعوا في النفاق وسئل بعض الصحابة رضي الله عنهم عن الخوارج منافقون هم قال لا المنافقون لا يذكرون الله الا قليلا فهذا من علامة النفاق قلة ذكر الله عز وجل وكثرة ذكره امان من النفاق والله عز وجل اكرم من ان يبتلي قلبا ذاكرا بالنفاق وانما ذلك لقلوب غفلت عن ذكر الله عز وجل
التاسعة والستون ان للذكر من بين الاعمال لذة لا يشبهها شئ فلو لم يكن للعبد من ثوابه الا اللذة الحاصلة للذاكر والنعيم الذي يحصل لقلبه لكفي به ولهذا سميت مجالس الذكر رياض الجنة قال مالك بن دينار وما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل فليس شئ من الاعمال اخف مؤنة منه ولا اعظم لذة ولا اكثر فرحة وابتهاجا للقلب
يتبع

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق