سلسله فوائد الذكر
23
الثالثة والسبعون وهي التي بدانا
بذكرها واشرنا اليها اشارة فنذكرها هاهنا مبسوطة لعظيم الفائدة بها وحاجة كل أحد
بل ضرورته اليها وهي ان
الشياطين قد احتوشت العبد وهم اعداؤه فما
ظنك برجل قد احتوشه اعداؤه المحنقون عليه غيظا واحاطوا به وكل منهم يناله بما يقدر
عليه من الشر والاذى ولا سبيل إلى تفريق جمعهم عنه الا بذكر الله عز وجل وفي هذا
الحديث العظيم الشريف القدر الذي ينبغي لكل مسلم ان يحفظه فنذكره بطوله لعموم
فائدته وحاجة الخلق اليه وهو حديث سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة بن جندب
قال خرج علينا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوما وكنا في صفه بالمدينة فقام
علينا فقال اني رايت البارحة عجبا رايت رجلا من امتي اتاه
ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه
فرد ملك الموت عنه ورايت رجلا من امتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوؤه
فاستنقده من ذلك ورايت رجلا من امتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله عز وجل
فطرد الشيطان عنه ورايت رجلا من امتي قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته
فاستنقذته من ايديهم ورايت رجلا من امتي يلهب وفي رواية يلهث عطشا كلما دنا من حوض
منع وطرد فجاءه صيام شهر رمضان فاسقاه وارواه ورايت رجلا من امتي ورايت النبيين
جلوسا حلقا حلقا كلما دنا إلى حلقة طرد فجاءه غسله من الجنابة فاخده بيده فاقعده
إلى جنبي ورايت رجلا من امتي بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمة وعن
يساره ظلمة ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة وهو متحير فيها فجاءه حجة وعمرته
فاستخرجاه من الظلمة وادخلاه في النور ورايت رجلا من امتي
يتقي بيده وهج النار وشرره فجاءته صدقته فصارت سترة بينه وبين النار وظللت على
راسه ورايت رجلا من امتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلته لرحمة فقالت
يامعشر المسلمين انه كان وصولا لرحمة فكلموه فكلمه المؤمنون وصافحوه وصافحهم ورايت
رجلا من امتي قد احتوشته الزبانية فجاءه امره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه
من ايديهم وادخله في ملائكة الرحمة ورايت رجلا من امتي جاثيا على ركبتيه وبينه
وبين الله عز وجل حجاب فجاءه حسن خلقه فاخذه بيده فادخله على الله عز وجل ورايت
رجلا من امتي قد
ذهبت صحيفته من قبل شماله فجاءه خوفه من
الله عز وجل فاخذه صحيفته فوضعها في يمينه ورايت رجلا من امتي خف ميزانه فجاءه
افراطه ورايت رجلا من امتي قائما على شفير جهنم فجاءه في الله عز وجل فاستنقده من
ذلك ومضى ورايت رجلا من امتي قد هوى في النار فجاءته دمعته التي بكى من خشية الله
عز وجل فاستنقذته من ذلك ورايت رجلا من امتي قائما على الصراط يرعد كما ترعد
السعفة في ريح عاصف فجاءه حسن ظنه بالله عز وجل فسكن رعدته ومضى ورايت رجلا من
امتي يزحف على الصراط ويحبو احيانا فجاءته صلاته علي فاقامته وانقذته ورايت رجلا
من امتي انتهى إلى ابواب الجنة فغلقت الابواب دونه فجاءته شهادة ان لااله الا الله
ففتحت له الابواب وادخلته الجنة رواه الحافظ أبو موسى المديني في كتاب الترغيب في
الخصال المنجية والترهيب من الخلال المردية وبنى كتابه عليه وجعله شرحا له وقال
هذا حديث حسن جدا رواه عن سعيد بن المسيب عمرو بن ازر وعلي بن زيد بن جدعان وهلال
أبو جبلة وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يعظم شان هذا الحديث وبلغني
عنه انه كان يقول شواهد الصحة عليه والمقصود منه قوله ( صلى الله عليه وسلم )
ورايت رجلا من امتي حتوشته الشياطين ذكر الله عز وجل فطرد الشيطان عنه فهذا مطابق
لحديث الحارث الاشعري الذي شرحناه في هذه الرسالة وقوله فيه وامركم بذكر الله عز
وجل وان مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو فانطلقوا في طلبه سراعا وانطلق حتى اتى حصنا
حصينا فاحرز نفسه فيه فكذلك الشيطان لا يحرز العباد انفسهم
منه الا بذكر الله عز وجل وفي الترمذي عن انس بن مالك قال رسول الله ( صلى الله
عليه وسلم ) من قال يعني اذا خرج من بيته بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة
الا بالله يقال له كفيت وهديت ووقيت وتنحى عنه الشيطان فيقول
لشيطان اخر كيف لك برجل قد هدى وكفى ووقى رواه أبو داود والنسائي والترمذي
وقال حديث حسن
وقد تقدم قوله ( صلى الله عليه وسلم ) من قال في يوم مائة مرة لا اله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير كانت له حرزا من الشيطان حتى يمسي
وقد تقدم قوله ( صلى الله عليه وسلم ) من قال في يوم مائة مرة لا اله الا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير كانت له حرزا من الشيطان حتى يمسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق