سيد الإستغفار
جزء 3 والاخير
💥 ((اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ)) هذا الجزء الأول كله ثناء على الله.
💥الجزء الثاني: ((أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْت)) ما معنى: ((أَعُوذُ)) ؟
يعني: التجئ وأعتصم بك يا رب، وأنا أعلم أن لا ملجأ لي ولا مُعتصَم إلا بك.
((أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْت)) ماذا يعني ذلك؟
((أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْت)) يعني أنا صنعتُ ذنبًا، وهذا الذنب له شرّ وأثر على قلبي وعلى بدني وعلى حياتي، فالذنوب لها شؤم، تجرّ بعضها بعضًا، وتُذهِب عني النعم، وأنا أعوذ بك من شرّ هذا الذنب.
👈فالعبد خائفٌ مِن أثر الذنب، لاجئٌ إلى الله عزّ وجلّ.
فالذنب له شرّ وله أثر، كما يقول أهل العلم: له مغبَّة، يعني له عواقب في الدنيا وفي الإيمان، فالإنسان يكسب حسنات ويصلي ويصوم ويملأ قلبه إيمانًا...، ويأتي في لحظة يأخذ إيمانه من قلبه ويرميه!؛ يذنب الذنبَ فيُخلّي قلبَه مِن الإيمان!
لكل ذنب شر يقع مِن بَعده، ولكن يقع على ماذا؟
على ديننا، وعلى دنيانا.
🌠المسألة الأولى:
على ديننا: أهم شيء: نقص إيماننا؛ ما هو مقياسك الذي تعرف به أن الإيمان نقص؟
الصلاة أهم مقياس تعرف به نقص إيمانك، يعني تصلي الظهر وأنت جامع قلبك في الركعة الأولى إلى الرابعة، فتأتي بين الظهر والعصر ؟
تجد قلبك غير موجود! لا تجد قلبك أثناء الصلاة، ما السبب؟ السبب أن الذنب له مغبّة، له أثر.
💥المسألة الثانية:
على دنيانا: أن الذنب له أثر في دنيا العبد، فبدل أن تتيسّر أموره؛ تتعسّر، بدل أن يأتيه ما يحب؛ يأتيه ما يبغض، فالذنوب تُكدِّر عليه حياته، تُضيِّق عليه رزقه، تسلب منه الاستقرار، تضيّع هناءه بما يحبّ، تأتي بالضيق والوسوسة...، وهذا مِن تربية الله للعباد؛ لأنه لو تصورنا أن الإنسان يُصاب بمرض ولا يسخن ولا تأتي أي علامة، وينتشر المرض في البدن وليس له آثار لانتشاره؛ ماذا سيحصل؟ أيهما أحسن: أن الإنسان تأتيه العلامة حتى يتعالج؟، أو لا تأتيه علامة ويجد نفسه مريضًا تمامًا؟ الأفضل أن تأتيه علامة، وهذا من فضل الله: أن الذنوب تأتي بآثار، فيستيقظ الإنسان، ويشعر أن هذا أثر ذنبه، لكن ليس كل شخص عنده هذه اليقظة، نسأل الله أن يوقظ قلوبنا بتربيته لنا.
🌟يأتي أحد يقول: هناك أناس يعملون أكثر مني! نقول: الله أعلم بحالهم، ربما ابتلاك الله عزّ وجلّ بهذا كفارة لك.
((أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ)) من أول الكلام اعترفنا بالنعمة قلنا: ((اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ...)) لكن تكرار ذكر النعمة يدلّ على انكسار العبد وذلّه، يقول: يا رب أنا مذنب، وأعترف أنك مُنْعم، أنا مذنب، وأستحي من ذنبي لكثرة نعمك عليّ، خيرك إليّ نازل، وشرّي إليك صاعد، يعترف العبد بهذا الأمر، والاعتراف أول الحلّ، الذلّ والانكسار بين يدي الربّ والشكر له قيمته.
💎عندما يقول العبد: يا رب! أنا أعلم أنه ما بي من نعمة إلا منك، بل ما بي من نعمة أو بأحدٍ من خلقك؛ فمنك وحدك لا شريك لك، الاعتراف بالنعم قلب التوحيد، أن يكون العبد معترفًا بنعم الله، ويطلب من الله أن يقرّ عليه نعمه.
🚏((وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي)): أبوء أي أعترف.
فأنا أعترف بذنبي، وأعترف بنعمائك، وأعلم أن الذنوب لها مغبّة وآثار، وأطلب من الله أن يدفع عني شرّ الذنوب.
تستغفر الله وتتوب إليه وتتعلق به أن يدفع عنك شرّ الذنب؛ كيف يدفعه الله عنك؟
بعدة صور:
*أن يمحوها عنك، فلا تكون في ميزان سيئاتك.
*من زيادة الفضل: أن تتحول السيئات إلى حسنات مع قوة صدق العبد في التوبة.
* أن يجعلك من المعصومين من الذنب، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ((اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)) أي اجعلني في جهة واجعل الذنب في جهة، أي أبعِدْني واعصمني.
👈*من أعظم الصور: أن العبد بعد أن يكون مذنبًا فيتوب، يقبل الله توبته ويكون وادًّا له، يعامله باسمه "الودود".
من أين أتينا بذلك؟
💗تعلمون أن الله يفرح فرحًا يليق بجلاله سبحانه وتعالى بتوبة عبده، فيصبح العبد محبوبًا بعد أن كان مذنبًا؛ لأن الله يفرح به، والشيطان يكره من العبد التوبة والاستغفار لكي لا يكون محبوبًا عند ربه، فيُخذِّله ويُنسيه ويُؤيسه من رحمة ربه!
إمّا يُخذّله ويجعله يسوِّف.
أو ينسيه الذنب أصلاً.
أو يقول له: "بعد أن استمتعت بشهوتك وشبعت منها؛ الآن تتوب؟!!"
تُب ولو قال ما قال؛ لأنه لا ملجأ منه سبحانه وتعالى إلاّ إليه، ولو حصل مني ذلك ماذا أفعل؟
🌠ليس لديّ حل إلا العودة إلى الله مرة أخرى والصدق في التوبة والاستغفار من ذنبي والاستغفار عن توبتي التي لم تكن صادقة, لكن في النهاية لابد من كيد العدو، لابد أن نكيد العدو, وذلك بأن تلهج ألسنتنا بذكر الربّ واستغفاره، وأن نكثر من التوبة؛ لأن التوبة وظيفة العمر. 🍄ان تلهج ألسنتنا بذكر الربّ واستغفاره، وأن نكثر من التوبة؛ لأن التوبة وظيفة العمر, فدائمًا نقول: التوبة عن الذنب، لكن توجد توبة أخرى، وهي: التوبة عن التقصير في أداء حقّ الربّ, ألم نسمع إبراهيم -عليه السلام- لمّا بنى البيت كما أخبر الله عز وجل في سورة البقرة: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} وبعد ذلك: {وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} كيف يقولون {وَتُبْ عَلَيْنَا} وهم لم يذنبوا بل كانوا في طاعة؟! تب علينا من التقصير.
الأنبياء قدروا الله حقّ قدره، حتى لمّا أطاعوه قالوا: {وَتُبْ عَلَيْنَا}، ونحن لم نقدره حق قدره.
((فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت)) هنا الكلام المهم وهو التوحيد.
🌹ما هو التوحيد؟
هو إفراد الله بالعبادة، هذا من محفوظات المدارس.
لكن أين التوحيد هنا؟
((لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت)) أتى التوحيد على الجزئية وليس على العموم.
الكلمة العامة هي التوحيد، أن أوحِّد في قلبي المقصود، ليس عندي مقصود إلا واحد، لذلك ابن القيم يقول:
فلواحد كن واحدًا في واحد أعني طريق الحق والإيمان
أي لا تجعل في قلبك إلا واحدًا، تطلب رضى واحد، وترجو واحدًا، يهمك أن تذكره ليلاً ونهارًا، واحدًا تستعين به، واحدًا يأتيك منه النعم، واحدًا تشكره، تلجأ إليه وقت الضيق، ما تسأ ن تلهج ألسنتنا بذكر الربّ واستغفاره، وأن نكثر من التوبة؛ لأن التوبة وظيفة العمر, فدائمًا نقول: التوبة عن الذنب، لكن توجد توبة أخرى، وهي: التوبة عن التقصير في أداء حقّ الربّ, ألم نسمع إبراهيم -عليه السلام- لمّا بنى البيت كما أخبر الله عز وجل في سورة البقرة: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} وبعد ذلك: {وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} كيف يقولون {وَتُبْ عَلَيْنَا} وهم لم يذنبوا بل كانوا في طاعة؟! تب علينا من التقصير.
الأنبياء قدروا الله حقّ قدره، حتى لمّا أطاعوه قالوا: {وَتُبْ عَلَيْنَا}، ونحن لم نقدره حق قدره.
((فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت)) هنا الكلام المهم وهو التوحيد.
ما هو التوحيد؟
هو إفراد الله بالعبادة، هذا من محفوظات المدارس.
لكن أين التوحيد هنا؟
((لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت)) أتى التوحيد على الجزئية وليس على العموم.
الكلمة العامة هي التوحيد، أن أوحِّد في قلبي المقصود، ليس عندي مقصود إلا واحد، لذلك ابن القيم يقول:
فلواحد كن واحدًا في واحد أعني طريق الحق والإيمان
أي لا تجعل في قلبك إلا واحدًا، تطلب رضى واحد، وترجو واحدًا، يهمك أن تذكره ليلاً ونهارًا، واحدًا تستعين به، واحدًا يأتيك منه النعم، واحدًا تشكره، تلجأ إليه وقت الضيق، ما تسأ ن تلهج ألسنتنا بذكر الربّ واستغفاره، وأن نكثر من التوبة؛ لأن التوبة وظيفة العمر, فدائمًا نقول: التوبة عن الذنب، لكن توجد توبة أخرى، وهي: التوبة عن التقصير في أداء حقّ الربّ, ألم نسمع إبراهيم -عليه السلام- لمّا بنى البيت كما أخبر الله عز وجل في سورة البقرة: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} وبعد ذلك: {وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} كيف يقولون {وَتُبْ عَلَيْنَا} وهم لم يذنبوا بل كانوا في طاعة؟! تب علينا من التقصير.
الأنبياء قدروا الله حقّ قدره، حتى لمّا أطاعوه قالوا: {وَتُبْ عَلَيْنَا}، ونحن لم نقدره حق قدره.
((فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت)) هنا الكلام المهم وهو التوحيد.
ما هو التوحيد؟
هو إفراد الله بالعبادة، هذا من محفوظات المدارس.
لكن أين التوحيد هنا؟
((لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت)) أتى التوحيد على الجزئية وليس على العموم.
الكلمة العامة هي التوحيد، أن أوحِّد في قلبي المقصود، ليس عندي مقصود إلا واحد، لذلك ابن القيم يقول:
فلواحد كن واحدًا في واحد أعني طريق الحق والإيمان
أي لا تجعل في قلبك إلا واحدًا، تطلب رضى واحد، وترجو واحدًا، يهمك أن تذكره ليلاً ونهارًا، واحدًا تستعين به، واحدًا يأتيك منه النعم، واحدًا تشكره، تلجأ إليه وقت الضيق، ما تسأ رًا، واحدًا تستعين به، واحدًا يأتيك منه النعم، واحدًا تشكره، تلجأ إليه وقت الضيق، ما تسأل أحدًا غيره، هذا هو التوحيد، أن يبقى واحدٌ لك تعيش حياتك حول رضاه.
في آخر مقطع أتى التوحيد: ((فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت)) أي: لا يوجد أحد أعتقد أنه يغفر الزلات أو يمحوها أو يرفع مكاني عندك، إلا أنت، لسنا أهل صكوك غفران، ولا الذين نتمسَّح بأقدام أو بتربة أحد، ولا نرى أحدًا معظمًا أو بينه وبين الله نسب، نحن لا نضع بيننا وبين الله أحدًا أبدًا، ولا حتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإنما نعتقد يقينًا ما قال الله في حقِّه: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُون}، نؤمن يقينًا بذلك، ولا نعتقد أن الله أرسل رسوله بالتوحيد إلا من أجل أن لا يتعلق الناس إلا بالله.
😳فكيف يرسل الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- من أجل أن لا يكون الناسُ عبيدًا إلا لله، ثم في نهاية الأمر يأتي الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدين يُجعل فيه بيننا وبين الله!! كلامُ مَن هذا؟! عقلُ مَن هذا؟!
ألم يرسل الله رسوله بالتوحيد؟! فكيف يصير الرسول -صلى الله عليه وسلم- سببًا للشرك؟!! حاشاه صلى الله عليه وآله وسلم.
💥كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ)) فالقضية تدور.
فلا أحد يزهّدكم في التوحيد، لا أحد يقول لكم: التوحيد هذا مادة جامدة، وأن الناس ليسوا بحاجة إليها!
التوحيد هو صلب الاعتقاد، الله أرسل رسوله وأمرنا بالشرائع حتى تبقى حياتُنا كلُّها لواحد سبحانه وتعالى، وهذا هو الكلام المنطقي.
الله عز وجل يرسل رسوله من أجل أن يترك كفار قريش ما هم عليه، كفار قريش ماذا كانوا يفعلون؟
كانوا يعبدون الله ويعبدون معه غيره، نقول: (أشركوا) فلابد أن يكون عندهم أحد شريك مع الله – تعالى الله -، فكان الشريك: الأصنام، إذًا عبدوا الله وعبدوا معه غيره.
لو قيل لك: هذا يصلي ويصوم ويذهب إلى المسجد ويطوف ويحج...!
👈نقول: وكفار قريش كانوا يطوفون حول الكعبة، ويحجون ويصومون ويصلون، ويُكرمون الضيف، ومع ذلك اتخذوا مع الله أحدًا، هذا كله ذهب هباءً منثورًا، فاليوم نفس الأمر، لا يغرّك أنه يصوم ويصلي وهو يتمسّح بقبر ويحمل تربة... هذا كله هو عين الشرك.
لو قيل لك: فلان وليّ لله، لو ذهبتَ عند هذا الولي يعطيك من بركاته ما يصلح بها دنياك!
نقول: هذا عين الشرك، الله عزّ وجلّ أرسل رسوله حتى لا يصير بيننا وبين الله أي أحد.
ما المصلحة أننا لا نجعل بيننا وبين الولى ُ. وليّ لله، لو ذهبتَ عند هذا الولي يعطيك من بركاته ما يصلح بها دنياك!
نقول: هذا عين الشرك، الله عزّ وجلّ أرسل رسوله حتى لا يصير بيننا وبين الله أي أحد.
ما المصلحة أننا لا نجعل بيننا وبين الله أحدًا؟
هذا أمر الله، لكن أنت اسأل الذي يريد أن يجعل بينك وبين الله واسطة: ما مصلحته من وضع الواسطة؟
👍شخص يقول: "لا تجعل بينك وبين الله واسطة"، ويقول: "أنت في بيتك قل: يا رب!، لا تسأل أحدًا"، هل هذا مثل الذي يقول لك: "تعال عندي أعطيكَ وأعمل لك.." مَن الذي يُشَكّ في نيته؟!
هل هو الذي يجعلك لله وحده أو الذي يريد أن يعبِّدك له؟!!!
من أجل ذلك نقول إن التوحيد ظاهر في كل الشرائع على الإطلاق، نحن لا نطوف إلا حول الكعبة، ما نذبح إلا لله، لا نحج إلا لله، لكن ننظر إلى القوم وإلى العالم الإسلامي، توجد قبور يزورها الناس بواقع ثلاثة مليون شخص!! هذا حاصل فلا نعمي بصائرنا عنه.
إذًا لما تجد أن الأمة تقول: نحن مخذولون، نحن نحتاج إلى سلاح، نحن نحتاج ونحتاج...
نقول: نحن نحتاج إلى التوحيد؛ لأن الصحابة لمّا أخلصوا ووافقوا السنة؛ نصرهم الله، ولمّا خالفوا السنة في غزوة أحد؛ ذاقوا الألم، وكذلك لمّا لم يخلصوا واغتروا بأنفسهم في حُنين.
✌إذًا هما شرطان لابد منهما:
🍒الإخلاص.
🍒والمتابعة.
فبهما تُنصر الأمة، وتُرزق سلاحًا، وإذا تُرك الإخلاص والمتابعة؛ يأتي السلاح ويقتل المسلمين بعضهم بعضًا!
فهذا كلام من هذا منذ زمن وعاد الآن، كلام عجيب! يقول: تربة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- خير من العرش!! هذا الكلام موجود ويتردد.
💥معروف من الذي يروّج هذا الكلام، لكنه يروج على مَن؟
يروج على أناس أولاً صار بينهم وبين التوحيد حاجز، لا يفهمونه ولا يشعرون بأهميته، وبعد ذلك قليلاً قليلاً إلى أن ينتبذ من قلوبهم أهميته، بعد ذلك يروج هذا الكلام على الناس.
👈من أجل ذلك؛ كونوا على حذر، بل كونوا من الحامدين الشاكرين أن الله لم يجعل له شريكًا في المُلك، لم يكن له وليٌّ من الذلّ، كبِّره تكبيرًا، احمد الله على أنه لم يجعل له شريكًا، احمد الله أنه لم يجعلك ذليلاً لأحد غيره، ما جعلك تسجد لتربة أو تسجد عند شيخ أو فلان أو علان، ما جعلك ساجدًا إلا له سبحانه وتعالى، ومن ذلك؛ لم يجعلك
طالبًا للمغفرة من أحدٍ غيره، وأن تذهب وتحكي له قصة حياتك وأنا أذنبت وأنا فعلت، وهو يلومك وينظر إليك بعين اللوم، يقول لك: كيف لا تستحي؟!
🚏تسجد لله وتقول: "يا رب!" وأنت مستور، يغفر لك وأنت مستور! بل وينشر عنك كل خير، ويخفي عن الناس كل عيب.
فنِعْمى به ربًّا، ما يُطلب عنه بديل، ولا يُسأل غيره، ولا يُلتجأ إلى غيره، ولا يُتذلل إلى غيره سبحانه وتعالى، فدع عنك كل من يُعلِّقك بغيره، والتزم أن تكون ساجدًا لله، طالبًا منه، ما تسأل ولا تُذلّ لأحد غيره، وإن سألت وطلبت غيره؛ فقلبك معلق به؛ لأنه هو . سبحانه وتعالى الذي يعطيك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
🌹تم بحمد الله 🌹
💥الجزء الثاني: ((أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْت)) ما معنى: ((أَعُوذُ)) ؟
يعني: التجئ وأعتصم بك يا رب، وأنا أعلم أن لا ملجأ لي ولا مُعتصَم إلا بك.
((أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْت)) ماذا يعني ذلك؟
((أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْت)) يعني أنا صنعتُ ذنبًا، وهذا الذنب له شرّ وأثر على قلبي وعلى بدني وعلى حياتي، فالذنوب لها شؤم، تجرّ بعضها بعضًا، وتُذهِب عني النعم، وأنا أعوذ بك من شرّ هذا الذنب.
👈فالعبد خائفٌ مِن أثر الذنب، لاجئٌ إلى الله عزّ وجلّ.
فالذنب له شرّ وله أثر، كما يقول أهل العلم: له مغبَّة، يعني له عواقب في الدنيا وفي الإيمان، فالإنسان يكسب حسنات ويصلي ويصوم ويملأ قلبه إيمانًا...، ويأتي في لحظة يأخذ إيمانه من قلبه ويرميه!؛ يذنب الذنبَ فيُخلّي قلبَه مِن الإيمان!
لكل ذنب شر يقع مِن بَعده، ولكن يقع على ماذا؟
على ديننا، وعلى دنيانا.
🌠المسألة الأولى:
على ديننا: أهم شيء: نقص إيماننا؛ ما هو مقياسك الذي تعرف به أن الإيمان نقص؟
الصلاة أهم مقياس تعرف به نقص إيمانك، يعني تصلي الظهر وأنت جامع قلبك في الركعة الأولى إلى الرابعة، فتأتي بين الظهر والعصر ؟
تجد قلبك غير موجود! لا تجد قلبك أثناء الصلاة، ما السبب؟ السبب أن الذنب له مغبّة، له أثر.
💥المسألة الثانية:
على دنيانا: أن الذنب له أثر في دنيا العبد، فبدل أن تتيسّر أموره؛ تتعسّر، بدل أن يأتيه ما يحب؛ يأتيه ما يبغض، فالذنوب تُكدِّر عليه حياته، تُضيِّق عليه رزقه، تسلب منه الاستقرار، تضيّع هناءه بما يحبّ، تأتي بالضيق والوسوسة...، وهذا مِن تربية الله للعباد؛ لأنه لو تصورنا أن الإنسان يُصاب بمرض ولا يسخن ولا تأتي أي علامة، وينتشر المرض في البدن وليس له آثار لانتشاره؛ ماذا سيحصل؟ أيهما أحسن: أن الإنسان تأتيه العلامة حتى يتعالج؟، أو لا تأتيه علامة ويجد نفسه مريضًا تمامًا؟ الأفضل أن تأتيه علامة، وهذا من فضل الله: أن الذنوب تأتي بآثار، فيستيقظ الإنسان، ويشعر أن هذا أثر ذنبه، لكن ليس كل شخص عنده هذه اليقظة، نسأل الله أن يوقظ قلوبنا بتربيته لنا.
🌟يأتي أحد يقول: هناك أناس يعملون أكثر مني! نقول: الله أعلم بحالهم، ربما ابتلاك الله عزّ وجلّ بهذا كفارة لك.
((أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ)) من أول الكلام اعترفنا بالنعمة قلنا: ((اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ...)) لكن تكرار ذكر النعمة يدلّ على انكسار العبد وذلّه، يقول: يا رب أنا مذنب، وأعترف أنك مُنْعم، أنا مذنب، وأستحي من ذنبي لكثرة نعمك عليّ، خيرك إليّ نازل، وشرّي إليك صاعد، يعترف العبد بهذا الأمر، والاعتراف أول الحلّ، الذلّ والانكسار بين يدي الربّ والشكر له قيمته.
💎عندما يقول العبد: يا رب! أنا أعلم أنه ما بي من نعمة إلا منك، بل ما بي من نعمة أو بأحدٍ من خلقك؛ فمنك وحدك لا شريك لك، الاعتراف بالنعم قلب التوحيد، أن يكون العبد معترفًا بنعم الله، ويطلب من الله أن يقرّ عليه نعمه.
🚏((وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي)): أبوء أي أعترف.
فأنا أعترف بذنبي، وأعترف بنعمائك، وأعلم أن الذنوب لها مغبّة وآثار، وأطلب من الله أن يدفع عني شرّ الذنوب.
تستغفر الله وتتوب إليه وتتعلق به أن يدفع عنك شرّ الذنب؛ كيف يدفعه الله عنك؟
بعدة صور:
*أن يمحوها عنك، فلا تكون في ميزان سيئاتك.
*من زيادة الفضل: أن تتحول السيئات إلى حسنات مع قوة صدق العبد في التوبة.
* أن يجعلك من المعصومين من الذنب، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ((اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)) أي اجعلني في جهة واجعل الذنب في جهة، أي أبعِدْني واعصمني.
👈*من أعظم الصور: أن العبد بعد أن يكون مذنبًا فيتوب، يقبل الله توبته ويكون وادًّا له، يعامله باسمه "الودود".
من أين أتينا بذلك؟
💗تعلمون أن الله يفرح فرحًا يليق بجلاله سبحانه وتعالى بتوبة عبده، فيصبح العبد محبوبًا بعد أن كان مذنبًا؛ لأن الله يفرح به، والشيطان يكره من العبد التوبة والاستغفار لكي لا يكون محبوبًا عند ربه، فيُخذِّله ويُنسيه ويُؤيسه من رحمة ربه!
إمّا يُخذّله ويجعله يسوِّف.
أو ينسيه الذنب أصلاً.
أو يقول له: "بعد أن استمتعت بشهوتك وشبعت منها؛ الآن تتوب؟!!"
تُب ولو قال ما قال؛ لأنه لا ملجأ منه سبحانه وتعالى إلاّ إليه، ولو حصل مني ذلك ماذا أفعل؟
🌠ليس لديّ حل إلا العودة إلى الله مرة أخرى والصدق في التوبة والاستغفار من ذنبي والاستغفار عن توبتي التي لم تكن صادقة, لكن في النهاية لابد من كيد العدو، لابد أن نكيد العدو, وذلك بأن تلهج ألسنتنا بذكر الربّ واستغفاره، وأن نكثر من التوبة؛ لأن التوبة وظيفة العمر. 🍄ان تلهج ألسنتنا بذكر الربّ واستغفاره، وأن نكثر من التوبة؛ لأن التوبة وظيفة العمر, فدائمًا نقول: التوبة عن الذنب، لكن توجد توبة أخرى، وهي: التوبة عن التقصير في أداء حقّ الربّ, ألم نسمع إبراهيم -عليه السلام- لمّا بنى البيت كما أخبر الله عز وجل في سورة البقرة: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} وبعد ذلك: {وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} كيف يقولون {وَتُبْ عَلَيْنَا} وهم لم يذنبوا بل كانوا في طاعة؟! تب علينا من التقصير.
الأنبياء قدروا الله حقّ قدره، حتى لمّا أطاعوه قالوا: {وَتُبْ عَلَيْنَا}، ونحن لم نقدره حق قدره.
((فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت)) هنا الكلام المهم وهو التوحيد.
🌹ما هو التوحيد؟
هو إفراد الله بالعبادة، هذا من محفوظات المدارس.
لكن أين التوحيد هنا؟
((لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت)) أتى التوحيد على الجزئية وليس على العموم.
الكلمة العامة هي التوحيد، أن أوحِّد في قلبي المقصود، ليس عندي مقصود إلا واحد، لذلك ابن القيم يقول:
فلواحد كن واحدًا في واحد أعني طريق الحق والإيمان
أي لا تجعل في قلبك إلا واحدًا، تطلب رضى واحد، وترجو واحدًا، يهمك أن تذكره ليلاً ونهارًا، واحدًا تستعين به، واحدًا يأتيك منه النعم، واحدًا تشكره، تلجأ إليه وقت الضيق، ما تسأ ن تلهج ألسنتنا بذكر الربّ واستغفاره، وأن نكثر من التوبة؛ لأن التوبة وظيفة العمر, فدائمًا نقول: التوبة عن الذنب، لكن توجد توبة أخرى، وهي: التوبة عن التقصير في أداء حقّ الربّ, ألم نسمع إبراهيم -عليه السلام- لمّا بنى البيت كما أخبر الله عز وجل في سورة البقرة: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} وبعد ذلك: {وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} كيف يقولون {وَتُبْ عَلَيْنَا} وهم لم يذنبوا بل كانوا في طاعة؟! تب علينا من التقصير.
الأنبياء قدروا الله حقّ قدره، حتى لمّا أطاعوه قالوا: {وَتُبْ عَلَيْنَا}، ونحن لم نقدره حق قدره.
((فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت)) هنا الكلام المهم وهو التوحيد.
ما هو التوحيد؟
هو إفراد الله بالعبادة، هذا من محفوظات المدارس.
لكن أين التوحيد هنا؟
((لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت)) أتى التوحيد على الجزئية وليس على العموم.
الكلمة العامة هي التوحيد، أن أوحِّد في قلبي المقصود، ليس عندي مقصود إلا واحد، لذلك ابن القيم يقول:
فلواحد كن واحدًا في واحد أعني طريق الحق والإيمان
أي لا تجعل في قلبك إلا واحدًا، تطلب رضى واحد، وترجو واحدًا، يهمك أن تذكره ليلاً ونهارًا، واحدًا تستعين به، واحدًا يأتيك منه النعم، واحدًا تشكره، تلجأ إليه وقت الضيق، ما تسأ ن تلهج ألسنتنا بذكر الربّ واستغفاره، وأن نكثر من التوبة؛ لأن التوبة وظيفة العمر, فدائمًا نقول: التوبة عن الذنب، لكن توجد توبة أخرى، وهي: التوبة عن التقصير في أداء حقّ الربّ, ألم نسمع إبراهيم -عليه السلام- لمّا بنى البيت كما أخبر الله عز وجل في سورة البقرة: {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} وبعد ذلك: {وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} كيف يقولون {وَتُبْ عَلَيْنَا} وهم لم يذنبوا بل كانوا في طاعة؟! تب علينا من التقصير.
الأنبياء قدروا الله حقّ قدره، حتى لمّا أطاعوه قالوا: {وَتُبْ عَلَيْنَا}، ونحن لم نقدره حق قدره.
((فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت)) هنا الكلام المهم وهو التوحيد.
ما هو التوحيد؟
هو إفراد الله بالعبادة، هذا من محفوظات المدارس.
لكن أين التوحيد هنا؟
((لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت)) أتى التوحيد على الجزئية وليس على العموم.
الكلمة العامة هي التوحيد، أن أوحِّد في قلبي المقصود، ليس عندي مقصود إلا واحد، لذلك ابن القيم يقول:
فلواحد كن واحدًا في واحد أعني طريق الحق والإيمان
أي لا تجعل في قلبك إلا واحدًا، تطلب رضى واحد، وترجو واحدًا، يهمك أن تذكره ليلاً ونهارًا، واحدًا تستعين به، واحدًا يأتيك منه النعم، واحدًا تشكره، تلجأ إليه وقت الضيق، ما تسأ رًا، واحدًا تستعين به، واحدًا يأتيك منه النعم، واحدًا تشكره، تلجأ إليه وقت الضيق، ما تسأل أحدًا غيره، هذا هو التوحيد، أن يبقى واحدٌ لك تعيش حياتك حول رضاه.
في آخر مقطع أتى التوحيد: ((فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْت)) أي: لا يوجد أحد أعتقد أنه يغفر الزلات أو يمحوها أو يرفع مكاني عندك، إلا أنت، لسنا أهل صكوك غفران، ولا الذين نتمسَّح بأقدام أو بتربة أحد، ولا نرى أحدًا معظمًا أو بينه وبين الله نسب، نحن لا نضع بيننا وبين الله أحدًا أبدًا، ولا حتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإنما نعتقد يقينًا ما قال الله في حقِّه: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُون}، نؤمن يقينًا بذلك، ولا نعتقد أن الله أرسل رسوله بالتوحيد إلا من أجل أن لا يتعلق الناس إلا بالله.
😳فكيف يرسل الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- من أجل أن لا يكون الناسُ عبيدًا إلا لله، ثم في نهاية الأمر يأتي الرسول -صلى الله عليه وسلم- بدين يُجعل فيه بيننا وبين الله!! كلامُ مَن هذا؟! عقلُ مَن هذا؟!
ألم يرسل الله رسوله بالتوحيد؟! فكيف يصير الرسول -صلى الله عليه وسلم- سببًا للشرك؟!! حاشاه صلى الله عليه وآله وسلم.
💥كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الْأَوْثَانَ)) فالقضية تدور.
فلا أحد يزهّدكم في التوحيد، لا أحد يقول لكم: التوحيد هذا مادة جامدة، وأن الناس ليسوا بحاجة إليها!
التوحيد هو صلب الاعتقاد، الله أرسل رسوله وأمرنا بالشرائع حتى تبقى حياتُنا كلُّها لواحد سبحانه وتعالى، وهذا هو الكلام المنطقي.
الله عز وجل يرسل رسوله من أجل أن يترك كفار قريش ما هم عليه، كفار قريش ماذا كانوا يفعلون؟
كانوا يعبدون الله ويعبدون معه غيره، نقول: (أشركوا) فلابد أن يكون عندهم أحد شريك مع الله – تعالى الله -، فكان الشريك: الأصنام، إذًا عبدوا الله وعبدوا معه غيره.
لو قيل لك: هذا يصلي ويصوم ويذهب إلى المسجد ويطوف ويحج...!
👈نقول: وكفار قريش كانوا يطوفون حول الكعبة، ويحجون ويصومون ويصلون، ويُكرمون الضيف، ومع ذلك اتخذوا مع الله أحدًا، هذا كله ذهب هباءً منثورًا، فاليوم نفس الأمر، لا يغرّك أنه يصوم ويصلي وهو يتمسّح بقبر ويحمل تربة... هذا كله هو عين الشرك.
لو قيل لك: فلان وليّ لله، لو ذهبتَ عند هذا الولي يعطيك من بركاته ما يصلح بها دنياك!
نقول: هذا عين الشرك، الله عزّ وجلّ أرسل رسوله حتى لا يصير بيننا وبين الله أي أحد.
ما المصلحة أننا لا نجعل بيننا وبين الولى ُ. وليّ لله، لو ذهبتَ عند هذا الولي يعطيك من بركاته ما يصلح بها دنياك!
نقول: هذا عين الشرك، الله عزّ وجلّ أرسل رسوله حتى لا يصير بيننا وبين الله أي أحد.
ما المصلحة أننا لا نجعل بيننا وبين الله أحدًا؟
هذا أمر الله، لكن أنت اسأل الذي يريد أن يجعل بينك وبين الله واسطة: ما مصلحته من وضع الواسطة؟
👍شخص يقول: "لا تجعل بينك وبين الله واسطة"، ويقول: "أنت في بيتك قل: يا رب!، لا تسأل أحدًا"، هل هذا مثل الذي يقول لك: "تعال عندي أعطيكَ وأعمل لك.." مَن الذي يُشَكّ في نيته؟!
هل هو الذي يجعلك لله وحده أو الذي يريد أن يعبِّدك له؟!!!
من أجل ذلك نقول إن التوحيد ظاهر في كل الشرائع على الإطلاق، نحن لا نطوف إلا حول الكعبة، ما نذبح إلا لله، لا نحج إلا لله، لكن ننظر إلى القوم وإلى العالم الإسلامي، توجد قبور يزورها الناس بواقع ثلاثة مليون شخص!! هذا حاصل فلا نعمي بصائرنا عنه.
إذًا لما تجد أن الأمة تقول: نحن مخذولون، نحن نحتاج إلى سلاح، نحن نحتاج ونحتاج...
نقول: نحن نحتاج إلى التوحيد؛ لأن الصحابة لمّا أخلصوا ووافقوا السنة؛ نصرهم الله، ولمّا خالفوا السنة في غزوة أحد؛ ذاقوا الألم، وكذلك لمّا لم يخلصوا واغتروا بأنفسهم في حُنين.
✌إذًا هما شرطان لابد منهما:
🍒الإخلاص.
🍒والمتابعة.
فبهما تُنصر الأمة، وتُرزق سلاحًا، وإذا تُرك الإخلاص والمتابعة؛ يأتي السلاح ويقتل المسلمين بعضهم بعضًا!
فهذا كلام من هذا منذ زمن وعاد الآن، كلام عجيب! يقول: تربة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- خير من العرش!! هذا الكلام موجود ويتردد.
💥معروف من الذي يروّج هذا الكلام، لكنه يروج على مَن؟
يروج على أناس أولاً صار بينهم وبين التوحيد حاجز، لا يفهمونه ولا يشعرون بأهميته، وبعد ذلك قليلاً قليلاً إلى أن ينتبذ من قلوبهم أهميته، بعد ذلك يروج هذا الكلام على الناس.
👈من أجل ذلك؛ كونوا على حذر، بل كونوا من الحامدين الشاكرين أن الله لم يجعل له شريكًا في المُلك، لم يكن له وليٌّ من الذلّ، كبِّره تكبيرًا، احمد الله على أنه لم يجعل له شريكًا، احمد الله أنه لم يجعلك ذليلاً لأحد غيره، ما جعلك تسجد لتربة أو تسجد عند شيخ أو فلان أو علان، ما جعلك ساجدًا إلا له سبحانه وتعالى، ومن ذلك؛ لم يجعلك
طالبًا للمغفرة من أحدٍ غيره، وأن تذهب وتحكي له قصة حياتك وأنا أذنبت وأنا فعلت، وهو يلومك وينظر إليك بعين اللوم، يقول لك: كيف لا تستحي؟!
🚏تسجد لله وتقول: "يا رب!" وأنت مستور، يغفر لك وأنت مستور! بل وينشر عنك كل خير، ويخفي عن الناس كل عيب.
فنِعْمى به ربًّا، ما يُطلب عنه بديل، ولا يُسأل غيره، ولا يُلتجأ إلى غيره، ولا يُتذلل إلى غيره سبحانه وتعالى، فدع عنك كل من يُعلِّقك بغيره، والتزم أن تكون ساجدًا لله، طالبًا منه، ما تسأل ولا تُذلّ لأحد غيره، وإن سألت وطلبت غيره؛ فقلبك معلق به؛ لأنه هو . سبحانه وتعالى الذي يعطيك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
🌹تم بحمد الله 🌹
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق