فضيلة الشيخ د. محمد بن عبد الله الربيعة
سورة البقرة من الآية (11) إلى الآية (13)
نكمل مع الآيات
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا
إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ
لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ
قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ
وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)
الصفة الرابعة : قال الله عز وجل ) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا
تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا
إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) ( وهي انعكاس مفاهيمهم , يظنون أنهم بأعمالهم يصلحون وهم يفسدون , وهذا أمر
ظاهر فهم يدّعون الإصلاح زعماً وكذباً أو أنهم يتصورون أن هذا هو الإصلاح
كما هو حال المنافقين اليوم , ينادون بالإصلاح الّذين يزعمونه
وفيه ما فيه من تغيير مبادئ الدين ومظاهر الدين ويزعمون أن هذا تقدّم , ويزعمون أن
هذا انفتاح ، ويزعمون أن هذا إصلاح للمجتمع وما يشعرون أنهم يفسدون , ) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ
الْمُفْسِدُونَ ( ونحن نرى هذه الصفة جلّية ظاهرة فيما نراه من
حال المنافقين اليوم .
مثلا دعواتهم بالتغريب دعواتهم بالاختلاط ودعواتهم في مظاهرة الكافرين
وموالاتهم وغير ذلك ، كل ذلك باسم الإصلاح والانفتاح على الآخر والتقدم , كل هذه الدعوات داخلة في هذه الآية في قول الله
عز وجل ) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا
تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) ( قال الله ) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ
الْمُفْسِدُونَ ( ولاحظوا حكم الله عليهم قال ) أَلَا ( أداة تنبيه , ثم قال ) إِنَّهُمْ ( أداة تأكيد ثم قال ) هُمُ ( حصراً ) الْمُفْسِدُونَ ( , ولم يقل مفسدون وإنما بالألف واللام يعني هم المفسدون حقاً ,
فما أعظم حكم الله عليهم المتمثل بهذه الآية , قال الله ) وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ
( .
الصفة الخامسة : قال الله عز وجل بعد ذلك ) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) ( هذه الصفة تُبيّن ماذا ؟
تُبيّن
استخفافهم بالمؤمنين كأنهم يقولون نحن نؤمن مثل هؤلاء السفهاء يعني لا عقول لهم ,
السفيه هو الذي لا عقل له , يظنون أن المؤمنين سفهاء لا عقول لهم , لا يفكرون في
مصالحهم لا يعون حقيقة الحياة , يعيشون منغلقين كما يزعمون هذه دعواتهم اليوم .
بل وصل الحال
بهم اليوم إلى أنهم يسخرون من العلماء ويزدرون بهم , ويحاولون تنحيتهم عن الحياة
العملية للناس , وهذا والله ضلال مبين , وهذا وصف ظاهر في دستورهم هنا لأنهم قالوا
) أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ
السُّفَهَاءُ ( أي لا عقول لهم لا يفكرون لا يعرفون أبعاد الأمر .
لماذا هؤلاء المنافقون يقولون ذلك ؟
لأنهم
لا يعيشون إلا مصالحهم الدنيوية , ليس لهم في دين الله شأن أو ليس لدين الله عندهم
في نفوسهم شأن , فلذلك كان حكمهم قال الله عز وجل عنهم ) أَلَا إِنَّهُمْ ( لاحظ أداة تنبيه تأكيد ممن ؟ من الله عز وجل , ) أَلَا إِنَّهُمْ ( أداة تأكيد ) هُمُ ( تخصيص ) السُّفَهَاءُ ( استغراق الألف واللام فهم حقاً السفهاء , إذاً السفه حق السفه في
هؤلاء الّذين يدّعون أنهم يؤمنون , ويسخرون بالمؤمنين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق