فضيلة الشيخ د. محمد بن عبد الله الربيعة
سورة البقرة من الآية (14) إلى الآية (16)
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا
خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ
مُسْتَهْزِئُونَ (14)
اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ
يَعْمَهُونَ (15)
أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ
بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)
الصفة السادسة : ثم قال الله عز وجل في وصف آخر : ) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ
آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا
مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ( هذا وصف آخر من صفاتهم الذميمة المانعة من الانتفاع بالقرآن
وهو كونهم مذبذبين متخلخلين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء , فإذا كان الإنسان متذبذب
بين أهل العصاة وبين أهل الطاعة فذلكفيه ضعف وفيه مانع من موانع
الاهتداء , فينبغي على المسلم الحق والمسلمة الحقة أن يكون ثابتاً على مبدئه في
الإيمان لا متزعزعاً , إذا رأى أهل الباطل تركهم وإذا رأى أهل الحق كان معهم .
ثم
حكم الله تعالى عليهم بقوله : ) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ
بِهِمْ ( جزاءً لأفعالهم حينما قالوا لشياطينهم لاحظوا التعبير ) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ
آَمَنُوا ( لقوا فقط ملاقاة , مع الكافرين ماذا قال الله عنهم ) وَإِذَا خَلَوْا إِلَى
شَيَاطِينِهِمْ ( خلوة بمعنى أنهم في حال من القرب والدنو , وحال من الرغبة إلى أن
يكونوا معهم , ولذلك قالوا ) إِنَّا مَعَكُمْ ( هناك قالوا ) آَمَنَّا ( فقط ظاهرة , فلاحظ التعبير البليغ في بيان وصفه .
ثم
قالوا ) إِنَّمَا نَحْنُ
مُسْتَهْزِئُونَ (14) ( بمن ؟ بالمؤمنين , فقال الله : الله عز وجل هو يستهزئ ولم يقل
استهزأ قال يستهزئ أي هو دائماً سبحانه وتعالى يستهزئ بهم بماذا ؟ بأنهم يملي لهم
, فيجريهم في أحكام في الدنيا مع المؤمنين , لكنه يتربص بهم في عذاب الآخرة ,
ولهذا قال : ) وَيَمُدُّهُمْ فِي
طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) ( .
ثم
قال الله تعالى : ) أُولَئِكَ الَّذِينَ
اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا
مُهْتَدِينَ (16) ( تأملوا التعبير بالشراء ) اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ ( انظروا كأنهم باعوا الهدى بيعاً واشتروا الضلالة أي ضلال بعد هذا
؟ أن يبيع الإنسان الهدى ويشتري الضلالة , هكذا حكم الله تعالى أو بيّن الله وصفهم
فما والله ربحت تجارتهم كيف تربح تجارتهم وقد باعوا الهدى واشتروا الضلالة ) وَمَا كَانُوا
مُهْتَدِينَ ( لاحظوا التعبير وما كانوا مهتدين أي
لن ينتفعوا ولن يهتدوا بكتاب الله .
ملخص لصفات المنافقين الذين لا ينتفعون بالقرآن
ولا يكونون من أهله 1) ايمانهم الظهر وكفرهم الباطن
2)الخداع
3)مرض بالقلب (شك وريبه.......)
4)الافساد في الارض
5)الاستخفاف بالمؤمنين
6)مذبذبين بين اهل الباطل واهل الحق
تم بفضل الله ويتبع بإذن الله تعالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق