سورة البقرة من الآية (42) إلى الآية (44)



فضيلة الشيخ د. محمد الربيعة

 سورة البقرة من الآية (42) إلى الآية (44)


ان شاء الله سنكمل الايات

 بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله ـ عز وجل ـ 

 في المانع الثالث: (وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) هذا مانع من موانع الإيمان 

ما لمقصود بلبسهم الحق بالباطل؟ 
الحق هو ما في التوراة من الإخبار بأمر النبيّ صلى الله عليه وسلم وأنّه رسول وأنّهم مأمورون بإتبّاعه, هذا الحق, والباطل هو خلطهم وإخفاءهم ذلك عامتِهم (وتكتموا الحق) الذي في كتبكم مما أخبركم الله تعالى به من أمر هذا النبي (وأنتم تعلمون) أنّه الحق,.
قال الله عزوجل: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ)

 ما مناسبة هذا الأمر؟
مناسبة هذا الأمر الله ـ عز وجل ـ هنا ما زال السياق في دعوتهم وترغيبهم للإيمان, كل هذا مُمهِدّات لعلّهم يُؤمنون فقال: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ) فهذه أصول الأعمال الباعثة على صدق الإيمان والامتثال وباعثة على الإيمان وصدقه.
ولكن مالسرّ في قوله: (وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ)؟
قال: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ) وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ داخلة في إقامة الصلاة، وهي أن الله يأمرهم إلى أن يُقيموا الصلاة مع المسلمين في بيت الله تعالى (وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ) يعني أمرٌ لهم إلى أن يُقيموا الصلاة جماعةً لئلا يزعموا أنّهم يقيموا الصلاة, فأمرهم الله

 (اركعوا مع الراكعين) وإنما خصّ الركوع هنا لأنّ الركوع شعار الإسلام في الصلاة, وأنّ صلاة اليهود ليس فيها ركوع (ارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ) مع أنّه قال: (أَقِيمُواْ الصَّلاَةَ) ولو لم تكن صلاة الجماعة واجبة لما أمر هنا بالركوع مع الراكعين مع إقامة الصلاة, فتدبُّروا هذا جيداً بارك الله فيكم.
قال الله ـ عز وجل ـ بعد ذلك: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) هذا استنكار من الله على عُلماء بني إسرائيل وتوبِيخهم في تناقضهم بأمر الناس بالبرّ بما في كُتبهم, ونسيانهم أنفسهم بما في كتبهم من أمرهم بالإيمان بالقرآن, وهذا تناقض, كيف تأمر غيرك بالبرّ الذي في الكتاب وتنسى نفسك بما أمرك الله به من الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم والآية الدالة جاءت في سياق ذمّ الجمع بين أمر الناس بالبرّ وتركه عمداً وقصداً, لكن لا يدل هذا أيّها الإخوة على نهي العاصي أن يأمر هو بالمعروف وينهى عن المنكر وهو على معصيته مع كُرهه لما هو عليه, ورغبته في الإقلاع, أو أمر الناس بالبرّ يعني مثلاً الإنسان يأمر الناس بقيام الليل لكنه لم يستطع ويتمنّى ذلك, فهذا لا يدخل في الآية, لأنّ هذا لم يتعمّد الأمر فقط كوظيفة وتكليف للناس من غير أن يرى نفسه مكلفاً بهذا, بل يدخل في هذا أولئك الناس الذين يتخذون الوظائف مجرّد تبليغ للناس ويتهاونون ويتركون هذه التكاليف عن أنفسهم تقصيراً وتفريطاً وغير ذلك, فهؤلاء على خشيةٍ من أن يكونوا يدخلوا في هذه الآية.

يتبع بإن الله
للمزيد  http://so7ba1.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق