منال 45 اا
لي 47
قال الله ـ عز وجل ـ : (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) لماذا أمرهم الله بالصبر والصلاة ؟ الآن العلماء أُمروا بأن يتنازلوا عن مكانتهم فيؤمنوا بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا صعب على النفوس إلا النفوس الصادقة, فالله ـ عز ّوجل ـ أرشدهم إلى ما يُعينهم على ذلك, فقال استعينوا على ترك ما أنتم عليه والحظوظ التي تنالُوها من قومكم من الأموال بسبب ما أنتم عليه من كتابتكم للتوراة يكتبون التوراة ويبيعونها, فهذه الحظوظ لا ينالونها إذا جاؤوا إلى الإسلام بما يظنُونه هم, وإلاّ يجدون في الإسلام خيراً كثيراً, فقال الله ـ عز وجل ـ استعينوا على ذلك بالصبر والصلاة, الصبر يكون على الأمور الشاقة, وذكر الصلاة هنا لأنها تُعين على حصول ما ينبغي, الصبر يعين على ترك مالا ينبغي والصلاة تعين على حصول ما ينبغي, ثم قال: (وإنّها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين) أي الصادقين, وذكر الخشوع هنا لأنّه مرتبط بالصلاة (وإنها) هي الصلاة, إشارةً إلى أنّ أعظم ما يبعث الإنسان على الاستجابة الخشوع في الصلاة, فإذا قسا قلبك ورأيت أنّك بعيد عن أمر الله وربّما لا تجد نفسك مطواعة في الخير مقبلة عليه فعليك بالخشوع فإنّه ادعي ما يكون بإذن الله إلى الاستجابة.
ثم في قوله: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) إلى آخر الآيات, هذا كل المقطع من (47) إلى (60) كله في تذكير الله ـ عز وجل ـ لبني إسرائيل بالنعم التي أنعمها عليهم.
(الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) هذا مما يبعث على الإيمان والامتثال تذكر الآخرة, كأنّ الله ـ عز وجل ـ أرشدهم إلى ثلاثة أمور أو إلى الأمور الباعثة لذلك الخاشعين خشوع ,وتذكر الآخرة وظنّ أن الإنسان ملاقي ربه, فإذا علمت أنك ستلاقي ربك لا شك أن نفسك ستخضع وستذل وستنسى ما عليها من حظوظ دنيوية لأنّ هذه الحظوظ منقطعة وأنت عنها مُنصرف, ثم قال الله ـ عز وجل ـ : (يا بني إسرائيل) هذا النداء الثاني إخواني له معنى, النداء الأول (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ) المراد بالنعمة نعمة الخلافة الاستخلاف في الأرض أما النداء هنا: (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ) عموم النعم التي أنعمها الله عليهم,

ان شاء الله سنذكر هذه النعم وما قابلوها غدا ان شاء الله تعالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق