من 48 الي حتي 60

السلام عليكم صحبه الخير
هذا شرح للايات حتي الايه 60 لان موضوعهم واحد وهو نعم الله علي بني اسرتئيل وماقابلوه من كفر وعصيان
بسم الله الرحمن الرحيم
عموم النعم التي أنعمها الله علي بني اسرائيل
انظروا إلى هذه النعم والله الذي لا إله إلا هو لو يُعطاها الإنسان لم يكن له سبيل إلى الكفر والعناد والتكذيب ولا إلى التردد فضلا عن الغفلة والكفر:
أولا: فضلّهم على العالمين (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)
ثانيا: إنجاءهم من آل فرعون الذين ساموهم سوء العذاب.
ثالثاً: ثمّ إكرامهم بفرق البحر, فالله ـ عز وجل ـ منحهم مع كُلِ ما في هذا البحر لكل سِبط طريق مستقل, أليست هذه كرامة داعية للإيمان؟ بلى والله, إغراق آل فرعون وهم ينظرون,
رابعاً: إيتاءهم الكتاب والفرقان الذي فيه الهدى والفرقان, ولذلك قال الله ـ عز وجل ـ الكتاب والفرقان يَفرق لكم الحق ويبين لكم الحق فليس لكم حجة
خامساً: العفو عنهم بعد اتِخاذهم العجل, يعني بعد أن أنجاهم الله من آل فرعون فرق لهم البحر وذهبوا سالمين ورأوا ناس يعبدون شجراً فقالوا : (َالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ } (23 )
ثم ذهب موسى عليه السلام لملاقاة ربه فعبدوا العجل
سادساً: إحياءهم بعد موتهم ليتوبوا إليه ويتخلصوا من أليم عقابه بعد أن قال : (فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ) فأُمروا أن يقتل بعضهم بعضاً فقُتِل منهم عدد ثم تاب الله عليهم وعفا عنهم,
سابعاً: إظلالهم بالغمام يوم أن كانوا في التيه.
ثامناً: إنزال المنّ والسلوى الذي هو من أعظم الطعام وأزكاه, ولم يُخرج لهم من الأرض بل أنزلها عليهم من السماء!!
تاسعاً: أيضا نعمة أمرهم بما يمحوا ذنوبهم وفتح باب التخلص بما يستوجبه من العقوبة, فأمرهم بدخول الأرض المقدسة وان يقولوا حطة تحُطّ عنا ذنوبنا ومع ذلك لم يستجيبوا.
عاشراً: تفجير الله ـ عز ّوجل ـ لهم الماء من الحجر اثنا عشر عيناّ على قدر أسباطهم وهم في أشد الحاجة إليه في التِيه,
ماقابلوا به النعم من الكفر والإعراض والتكذيب وما فعلوه من الجنايات الدالّة على ذلك, منها
أولاً: اتخذوا العجل إلهاً في مدة مفارقة موسى لهم لمناجاة ربه مع قصر المدة, وخليفة الله موسى بينهم وهو هارون فينهاهم فلم ينتهوا.
ثانياً: جرأتهم على الله وتعنُتّهم على نبيهم موسى باشتراطهم للإيمان رؤية الله جهرة, قالوا: (لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً) عياذاً بالله,
ثالثاً: مخالفتهم أمر الله بدخول القرية قولاً وفعلاً كما ذكرت لكم, بعد أن أكرمهم الله بذلك وشرفهم به جرياً على عادتهم في عدم الامتثال.
رابعاً: سوء خطابهم مع الله ومع نبيهم, حيث قالوا: (ادع لنا ربك) ولم يقولوا ادع ربنا (ادع لنا ربك) انظروا إلى هذا الأسلوب وهذا الأدب.
خامساً: تبرّؤهم من الرزق الذي امتنّ الله به عليهم قالوا: (لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ) طيب المنّ والسلوى التي انزلها الله عليهم فما رضوا, وإنّما قالوا نريد أن نزرع نحن ونحرث نحن ونأكل الفوم والثوم والعدس ،الله المستعان!!
قال الله لهم قال موسى: (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً) مادام أنكم تريدون الهبوط فاهبطوا, فأهبطهم الله ـ عزوجل ـ وكتب عليهم الذلّة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله كما سيأتي.
فهذه الآيات تُبيّن لنا حقيقة ما طُبعت عليه قلوب هؤلاء القوم بنوا إسرائيل, وهذه الصفات التي ذكرها الله لنا لماذا؟
يذكرها الله لنا ليحذرّنا منها وأنّا لا نكون من أهلها وأنّا إذا أكرمنا الله تعالى بنعمة أن نشكره عليها ومن فضل الله ومنّته أن جعل الله هذه الأمة أمة شاكرة لنعمه, كما هو حال إبراهيم وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن الصادق شاكرا لنعمه ({إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ،شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ } (24 )
فحريّ بنا أن نشكر الله :
أولاً على نعمة الإسلام.
ثم نشكره على أن فضّل هذه الأمة على سائر الأمم.
ثم نشكره على أن اختار لنا خير الرسل.
ثم نشكره أن اختار لنا خير الكتب.
ثم أن جعلنا آخر أمة وأول أمة تدخل الجنة.
فما أعظم هذه الفضائل وفضائل الله علينا لا تنتهي, والله ينبغي أن تنعقد نفوسنا وقلوبنا على حمد الله دائما وأبدا, وشكر الله ـ عز وجل ـ على نعمه ({لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } (25 )وهذه مسالة عظيمة أنّ الإنسان إذا دام على الحمد والشكر لله ـ عزوجل ـ , فإنّ الله يزيده ويُديم عليه نعمته, نسأل الله ـ عزوجل ـ أن يجعلنا شاكرين لنعمه مثنين له عليه,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق