تفسير الآيات من 172 - 176

تفسير الآيات من 172 -176

بسم الله الرحمن الرحيم

نواصل الحديث أيها الأحبة ، وقفنا عند قول الله عز وجل :
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ( [1] وقد ذكرنا في المجلس السابق أن الله سبحانه تعالى قال : ) يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا ( [2] وأن هذه الآية دالة على أصل التشريع وهو الحِل وبيّن الله تعالى فيها ما حله الله تعالى وهو الحلال الطيب .
في هذه الآية أيها الأخوة التي معنا ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ( تأكيد للآية السابقة تأكيد وتوسيع لهذا الطيّب ، لأن الله عز وجل ذكر في الآية السابقة بيان الحِل ، هنا بيّن الله عز وجل سعة هذا الطيب ، وذكر الله تعالى أنه واسع وأنه يستحق منكم استشعار منة الله عز وجل بهذه النعمة وهذا التوسيع والشكر والعبادة والامتثال قطعاً ومنعاً للابتداع في الدين وبياناً لذلك ، قال الله عز وجل : ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ( تلك الآية الخطاب كان فيها للناس ، وهذه الخطاب فيها للمؤمنين ، لأن تلك الخطاب فيها للناس عموماً ويدخل فيها الكافرين وأهل الكتاب لبيان أن ما شرعه الله - عز وجل - فهو الحلال الطيّب ، فإن كنتم تريدون الحلال الطيب فادخلوا في هذه الآية ، فكان النداء هناك عاماً ، ثم لما بين أنهم لم يستجيبوا فقالوا ) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا ( الآية ) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا ( فلما أنهم جانبوا الحق واتباع الحق ، قال الله تعالى : ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ( أي كونوا أنتم على الحق واشكروا الله عز وجل على هذه الهداية والتوفيق .
) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ( ولاحظوا أنه قال : ) مَا رَزَقْنَاكُمْ ( أو ) مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ( أي أن هذه الطيبات مِنة من الله أحلّها الله لكم وقد وسعها لكم ، ) وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ( لاحظوا أنه قرَنَ بين الشكر والعبادة ، فتبين أن شكر الله يتحقق بعبادته حق عبادته ، أي كلوا من هذه الطيبات وامتثلوا أمر الله عز وجل بعبادته ، فذلك هو شكرها ، ليس هو شكرها باللسان ، وإنما هو باللسان والعمل ، والطيبات المراد بها كما ذكرها شيخ الإسلام هي ما أباحه الله مما هو نافع للبدن والعقل والروح وضده الخبيث وهو ما حرمه الله مما هو ضار للبدن والعقل والروح ، فما كان نافعا للبدن فهو حلال طيب والعقل كذلك والروح كذلك ، وبضدها تتبين الأشياء .
وإنما ذكر الله سبحانه وتعالى هنا ) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ ( أولا لبيان كما ذكرت لكم توسيع الله على عباده في شرعه في مقابل ما كان عليه المشركون وأهل الكتاب من التضييق والتشديد بتحريم بعض الطيبات على وجه التقرب تشريعاً من أنفسهم ، هم ضيقوا على أنفسهم بتحريم ما أحل الله ، فالله سبحانه وتعالى يقول أنا وسعت لكم هذا التشريع ، ثم أيضاً الغرض الثاني في التخصيص الطيبات هنا إزالة ما قد يُظن بأن الدين يمنع التوسع ويأمر بالتضييق على النفس أو التشديد عليها وحرمانها بالتمتع بما رزقها الله ، هكذا قد يظن الإنسان ، وهكذا يظن غير المسلم ، يظن غير المسلم أن الإسلام يضيق عليه ، هكذا يصور الشيطان له ذلك ، ولكن الحقيقة العكس هو أن الله يوسع لك الطيبات ويحرم عليك جزءاً مما هو ضار بك وغير نافع فيستثنيه ، فتبين بهذا إزالة ما قد يتصور بأن هذا الدين يمنع التوسع في ما ينفع النفس من الطيبات أو يضيق عليها في ذلك ، والمراد بالشكر ) وَاشْكُرُوا لِلَّهِ ( كما ذكرت لكم يشمل القلب واللسان والجوارح وهو مستلزم للإتباع الكامل لما أمر الله سبحانه وتعالى ، ولله المثل الأعلى حينما يأتيك الإنسان كأنك إذا كنت موظفاً عنده فيعطيك راتبك وزيادة ، لا شك أن هذا يدعو إلى أن تعمل له بإخلاص وجد ومضاعفة ، فإذا كان ولله المثل الأعلى ربك أعطاك كل شيء ومنحك هذا الرزق المبارك وأحله لك ولم يضيّق ، كان حقاً عليك أن تفيض له سبحانه وتعالى من الشكر والعبادة وأن تسخر نفسك عبودية له ، تقدِم له كل ما باستطاعتك وجهدك تقرباً وعبادةً لله سبحانه وتعالى ، ولهذا قال ) إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ( إن كنتم تعبدوه حقيقة فاشكروه ، ثم بين الله عز وجل المحرمات التي حصرها ) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ ( لاحظوا الحصر هنا ) إِنَّمَا ( للحصر ، فهو ما حرم إلا شيئاً يسيراً ، ) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( .
قد يسأل سائل فيقول ليست هذه المحرمات فقط في الشرع فكيف حصرها الله تعالى هنا ؟
هنا حصر إنما حرم عليكم كذا ، وكذا ، وكذا فقط ما سواها مباح ، فأين الخمر ؟ وأين الأمور المحرمة الأخرى ؟ نقول وهي لفتة مهمة أن الله عز وجل حرّم هنا وبيّن أصول المحرمات التي استباحها المشركون من الطيبات ، وهي المتعلقة بجناب التوحيد ، هذه مهمة في معنى هذه الآية . يعني هذه المحرمات هي التي أحلها المشركون وهي محرمة في دين الله وهي متعلقة بالعقيدة والتوحيد ، إظهاراً لكمال الشريعة ورداً على المشركين وتعريضاً بهم . فهي ليست جامعة للمحرمات ، وإنما هي للأصول المحرمات المستباحة المتعلقة بالعقيدة .
المراد بالمحرمات المذكورة في هذه الآية ؛ أولاً هو ذكر الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله . فأما الميتة فهي كل ما مات دون ذكاة مما له نفس سائلة - يعني له دم - واستثنى منها ميتتان ، ما هما ؟
الحوت والجراد ، فالحوت هي السمك ، والجراد هذا يجوز أكل ميتته ، بمعنى لو وجد الإنسان سمكة على الشاطئ قد قذفها البحر فيجوز أكلها وإن لم يصيدها وكذلك الجراد ، أما وجه تحريمها ( الميتة ) فالله أحكم وأعلم ، فهو العالم بحقيقة ما يصلح للأبدان ، أبدان بني آدم وما لا يصلح ، ومما يظهر من حكمة هذا ما فيها من وصف الخبث ، ولهذا فإن الطباع السليمة تستقذرها ، تستقذر الميتة فهي مقابل الطيبات ، وأيضا غلبت الضرر فيها ؛ فإما أن تكون هي ماتت بمرض سابق أو بعلة عارضة وكلاهما لا يؤمن ضرره ، والموت المفاجئ يقتضي بقاء بعض الأشياء الضارة في الجسم .
أما الدم فهو المقصود به الدم المسفوح ، لتقييد الآية بآية أخرى في قوله : ) أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا ( في سورة الأنعام ، أما وجه تحريمه فالله تعالى أعلم ، والذي يظهر في ذلك أن فيه الخبث من حيث أنه مما تستقذره النفوس عادة ، لاحظوا تستقذره النفوس فليس من الطيبات ، ثم أيضاً لماذا خص الدم المسفوح ؟ من يذكر هذا ؟ فيه علة ؛ خص الدم المسفوح لأن ضرره ظاهر من حيث أن شربه يورث ضرارة أو ضراوة وفوران في الإنسان فتغلظ طباعه ، ويصير كالحيوان المفترس وهذا منافي لمقاصد الشريعة لأنها جاءت لإتمام مكارم الأخلاق والسماحة واليسر والرحمة وإبعاد الإنسان عن التهور والهمجية والصفات البهيمية ولذلك قيد بالمسفوح لأنه في حال هيجان وحرارة وكثرة لو تناوله الإنسان لظهر أثره في ذلك . لا شك أن الدم المسفوح فيه هيجان وقت الذبح تجد الذبيحة في غاية ضراوتها وهيجانها فالدم يخرج منها بهيجان ، فهذا والله تعالى أعلم سبب ذلك ، وشيخ الإسلام يبين هذا يقول : حرم الدم المسفوح لأنه مجمع قوى النفس البشرية الشهوية الغضبية وزيادته توجب طغيان هذه القوى وهو مجرى الشيطان من البدن [3] ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم » [4] فحُرِم لذلك .
أما الخنزير فهو حيوان معروف ، ووجه تخصيص لحمه مع أن سائر أجزائه في حكمه باتفاق العلماء لأن المقصود منه الذين يحلونه لحمه ، فحرم لحمه وخصه ولأن معظم الانتفاع متعلق به ، وأما تحريمه فلأسباب الله سبحانه وتعالى أعلم بها منها أنه خبيث من حيث أنه يتناول القـاذورات ، كل من اغتذى بجسم وبجسمانية نجسة فهو يحـرم أكله ، كما أن فيه ( أي الخنزير ) من الطبائع الدنيئة الذميمة مما ليس في غيره فلذلك حُرم على من حافظ على نفسه من ذميم الأخلاق ، فأخلاق الخنزير أخلاق ذميمة ، فهو يرضى ويقر الوقوع على أنثاه ولا يأكل إلا الخبائث أو في عادته يأكل الخبائث .
وأما ما أهل لغير الله فهذا ظاهر لأنه ذبح لغير الله عز وجل ، وجه لغير الله تعالى فكان خبثه خبثاً معنوياً لتأثيره على النفوس والأخلاق ، أُهِل لغير الله كان ذلك تعلقًا بذلك الإله ، وحفظ لمقام التوحيد الذي أمر الله عز وجل بحفظه . فهذه أيها الأخوة دلائل حصر هذه المحرمات .
ثم قال الله : ) فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ( من اضطر إلى أكل هذه - وهذا من توسيع الشريعة أنه لم يحرمها قطعاً وإنما حرمها في الأصل ، فمن اضطُر إليها غير باغ يعني غير متعمد فلا حرج عليه ، فغير باغ عن الحكم ولا عاد متعمد عليه فلا إثم عليه ، ثم قال الله : ) إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( هذه أيها الأحبة هي غرض الآيات السابقة ) إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ ( لكن تلك في توَعّد على التكذيب وهذه على التكذيب في التشريع ، تلك على التكذيب فيما أمر الله تعالى به اتباعه ، وهذه في التكذيب على ما شرعه الله عز وجل من الشرائع ، فلذلك اجتمع هنا التهديد للمكذبين في الأصل والمكذبين للشرع .
) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ( وهذا تأكيد في جزائهم في الآخرة ، ثم ذكر الله سبحانه وتعالى خاتمة الجزء الأول من السورة ، السورة افتتحت بالحديث عن القرآن واختتم الحديث في الجزء الأول عن القرآن بقول الله عز وجل بعد هذا البيان وهذا التبيين والتوضيح قال الله : ) ذَلِكَ ( كله لأن ذلك قد تشير إلى ما قبل الآية والله أعلم أو تشير إلى السورة كلها ، وهذا من أساليب القرآن في تعدد المعنى ، ذلك البيان ) بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ ( أي بعد ذلك ) لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ( فهو هنا قد فصل الحديث معهم وانتهى الأمر ، قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ، فمن أراد أن يؤمن فليؤمن ومن أراد أن يكفر فليكفر فهو في شقاق بعيد وسيلقى جزاءه عند الله عز وجل ، فهذا وجه ختام هذا القسم الذي قلت لكم ، وهو قسم في تأسيس العقيدة وقسم في تأسيس الشريعة ، فهذا نهاية القسم الأول .


[1] سورة البقرة 172 .
[2] سورة البقرة 168 .
[3] قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى : وَقَوْلُهُ تَعَالَى : ) وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ( إخْبَارٌ عَنْهُ أَنَّهُ سَيَفْعَلُ ذَلِكَ فَأَحَلَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّيِّبَاتِ وَحَرَّمَ الْخَبَائِثَ مِثْلَ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ وَكُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ فَإِنَّهَا عَادِيَةٌ بَاغِيَةٌ فَإِذَا أَكَلَهَا النَّاسُ - وَالْغَاذِي شَبِيهٌ بِالْمُغْتَذِي - صَارَ فِي أَخْلَاقِهِمْ شَوْبٌ مِنْ أَخْلَاقِ هَذِهِ الْبَهَائِمِ وَهُوَ الْبَغْيُ وَالْعُدْوَانُ كَمَا حَرَّمَ الدَّمَ الْمَسْفُوحَ لِأَنَّهُ مَجْمَعُ قُوَى النَّفْسِ الشهوية الْغَضَبِيَّةِ وَزِيَادَتُهُ تُوجِبُ طُغْيَانَ هَذِهِ الْقُوَى وَهُوَ مَجْرَى الشَّيْطَانِ مِنْ الْبَدَنِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ » . وَلِهَذَا كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ إذَا دَخَلَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ لِأَنَّ الصَّوْمَ جُنَّةٌ . فَالطَّيِّبَاتُ الَّتِي أَبَاحَهَا هِيَ الْمَطَاعِمُ النَّافِعَةُ لِلْعُقُولِ وَالْأَخْلَاقِ وَالْخَبَائِثُ هِيَ الضَّارَّةُ لِلْعُقُولِ وَالْأَخْلَاقِ كَمَا أَنَّ الْخَمْرَ أُمُّ الْخَبَائِثِ لِأَنَّهَا تُفْسِدُ الْعُقُولَ وَالْأَخْلَاقَ فَأَبَاحَ اللَّهُ لِلْمُتَّقِينَ الطَّيِّبَاتِ الَّتِي يَسْتَعِينُونَ بِهَا عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِمْ الَّتِي خُلِقُوا لَهَا وَحَرَّمَ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ الَّتِي تَضُرُّهُمْ فِي الْمَقْصُودِ الَّذِي خُلِقُوا لَهُ وَأَمَرَهُمْ مَعَ أَكْلِهَا بِالشُّكْرِ وَنَهَاهُمْ عَنْ تَحْرِيمِهَا فَمَنْ أَكَلَهَا وَلَمْ يَشْكُرْ تَرَكَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَاسْتَحَقَّ الْعُقُوبَةَ . وَمَنْ حَرَّمَهَا - كَالرُّهْبَانِ - فَقَدْ تَعَدَّى حُدُودَ اللَّهِ فَاسْتَحَقَّ الْعُقُوبَةَ قَالَ تَعَالَى : ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ( وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : « إنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدُهُ عَلَيْهَا وَيَشْرَبُ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدُهُ عَلَيْهَا » وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : « الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ بِمَنْزِلَةِ الصَّائِمِ الصَّابِرِ » .....) .
[4] صحيح البخاري باب زيارة المرأة زوجها في اعتكافه ، وباب هل يدرأ المعتكف عن نفسه ، وباب صفة إبليس وجنوده ، وباب النحر والذبح ، وباب الشهادة تكون عند الحاكم في ولايته القضاء أو قبل ذلك للخصم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق