تفسير الآيات من 222 - 224

تفسير الآيات من 222  - 224

بسم الله الرحمن الرحيم

  وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223) وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) (


إذاً يقول الله سبحانه وتعالى ) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ( وطبعاً الأسئلة هذه بعض الأسئلة كان بحكم أن أهل الإيمان في المدينة والإسلام ، اختلطوا باليهود وعرفوا بعض الأحكام الشرعية عند اليهود ومنها أن اليهود إذا حاضت المرأة اعتزلوها ولم يقتربوا منها بلُ شدد بالتوارة عندهم المحرفة شدد في ذلك حتى أنه يقولون : أيما رجل مسها وهي حائض أصبح نجساً إلى المساء !! ولا تقبل له صلاة عندهم ، وعبادة سبع أيام ، وإذا مست الفراش أيضاً هذا الفراش يصبح نجسا فكانوا يعتزلونها ويجعلونها بعيد وكانوا أهل كتاب ، فكانوا أهل الإسلام ينظرون ويسألون فجـاءوا يسألون النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذا المحيض ، ما شأن المحيض ؟


فبين النبي - صلى الله عليه وسلم - أو جاءت الآيات توضح حكم الحائض ) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى ( ويسألونك عن المحيض والمراد الحيض ، والمحيض مشتق من حاض في اللغة حاض الوادي أي سال من السيلان الانفجار ) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى ( والآية لما قالت أذى ونكرت هذا الأذى يدل على أنه أذىً يسير ) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى ( لكن الله سبحانه وتعالى قال ) فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ( والمراد في المحيض في وقت الحيض وفي مكان الحيض ) فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ( طيب قال ) وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ ( ماذا تفيد يعني الله سبحانه وتعالى هنا قال كما جاء في الآية ) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى ( ) قُلْ هُوَ أَذًى ( ) فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ( لكن لماذا جاءت ولا تقربوهن ؟


ليبين أن الاعتزال ليس مثل اليهود بإبعادها إنما الاعتزال بعدم القربان فقط واضح لأنه قال ) وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ ( إذاً ليست القضية لا تآكل لأن اليهود لا يأكلونها ولا يشاربونها ويجعلونها في ناحية ومن البيت حتى أن بعضهم ، أن بعض الديانات المحرفة الآن وبعض غير ديانات كذلك الهندوسية يجعلون لها مبنى خاص بالبيت يبعدونها نجسة فقال الله - عز وجل - : ) وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى ( جعله نكرة مسهل ) فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ( في هذا المكان ) وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ ( إذاً المراد ليس الاعتزال في الأبدان ، لا ، المراد الاعتزال بعدم القربان ، بعدم القربان يعني لا تراقبهن وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كما تقول عائشة حين تتزر فيباشرها عليه الصلاة والسلام لكن لا يقترب من هذا المكان [1] ، ) قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ( إذاً عدم مجيء أو فائدة ) وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ ( حتى لا يُفهم منه اعتزالهم إبعادهم ، لا ، ) فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ( وفي قراءة ( يَطَّهَّرْنَ ) وفي مصحف أُبي وأبي مسعود ( يَتَطَهَّرْنَ ) إذاً الحل ، حتى الآية تكملة الآية ) فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ ( ، إذاً الحل مشترط فيه ماذا ؟ الطهارة والإطهار انقطاع الدم والتطهر والاغتسال ) حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ ( ) فَإِذَا تَطَهَّرْنَ ( ونسير مع ظاهر الآية تأملوا في ظاهر الآية ) فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ( يعني من المكان الذي مُنعتم منه ثم لاحظوا الختام الجميل في الآية في ختام واضح وفي ختام ) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ( هنا التوابين لما جاءت يعني كأنه هناك إن الله - سبحانه وتعالى - يُحب من يتوب من الذنوب ويتخلص ويتطهر من الذنوب وكذلك من يتطهر بالماء يعني نحن قد نلتفت ونعتني عناية دقيقة وحريصة على التطهر بالماء وقد نبالغ وقد نوسوس لكن ننسى التطهر فجاءت مناسبتها يعني إن هذه أحكام جاء في ضمنها ) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ( الذين يتوبون ) وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ( وإن كان أيضاً بعضهم قال أنه يعني قد يحدث شيء من التقصير فجاءت هذه الآية لكن الصحيح أن الآية خُتمت بهذا الختام الجميل لتبين التوبة من الذنوب عموماً والتطهر من الذنوب عموماً والتطهر من الأنجاس الحسية خصوصاً .


ثم قال الله سبحانه وتعالى ) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ( لما جاء أحكام الحيض جاء أيضاً أحكام النساء ) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ ( والحرث : محل الزرع ) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ ( وطبعاً سبب نزولها أيضاً لها سبب نزول بسبب اليهود كان اليهود يقولون : ( إذا جاء الرجل زوجته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول ) [2] ولذلك كان أهل المدينة لا يأتون النساء بسبب اليهود إلا على حرف واحد ، وكان أهل مكة ما كانوا مختلطين في اليهود كانوا أهل مكة يشرحون النساء شرح مقبلات ومدبرات لكن بصمام واحد فلما جاء رجل من المهاجرين لإحدى المدنيات شق عليها ذلك قالت كيف تصنع هذا الصنيع ما تعودوا إلا بسبب اليهود إنهم على حرف واحد ولأن إن جاء ولد كما يقولون ويزعمون أنه يأتي أحول فنزلت هذه الآية ) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ ( فأتوا الحرث ) أَنَّى ( في أي طريقة شئتم ليست كطريقة إذا كانت في صمام وفي مكان واحد ) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ( ثم قال سبحانه وتعالى ) وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ( التقديم هنا قيل يعني بالتسمية أو بالنية الصالحة إن الإنسان يعني يقدم لنفسه النية الطيبة في إعفاف نفسه وإعفاف من تحت يده بهذه المعاشرة وأيضاً التقديم من التقديم أن يقدم النية بالولد الصالح وأنه ينفع ، كل هذه النيات يعني حتى الإنسان وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى أن الإنسان يأتي هذه الشهوة التي قد يأتيها فطرةً ولكن له أجر ولذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قال النبي وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته فيكون له أجر ؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر ؟ وكذلك إذا وضعها في حلال [3] وهذا من نعمة الله سبحانه وتعالى لكن تُصحح أيضاً ، ويعظُم الأجر ويكثر بالنية ، أن الإنسان ينوي بفعله إعفاف نفسه ، يعني بعض الناس يبغى إعفاف نفسه وينسى غيره وبعض الأحيان غيرك أيضاً محتاج للإعفاف فأنوي إعفاف نفسك وإعفاف غيرك وأنوي النية الطيب قدم لنفسك أيضاً بالتسمية ومجيء هذه الذرية الصالحة ، نعم ثم قال سبحانه وتعالى ) وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ( .


ثم قال سبحانه وتعالى بعد ذلك تأتي آية الأيمان وإن كانت بدء البداية آية الطلاق اليمين وصلة الطلاق باليمين واضحة لأن الإيلاء نوع من الطلاق وبعدها قال الله سبحانه وتعالى ) وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( يعني ) وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ ( المراد بالعرضة هنا الشيء الذي يعترض به حاجز ) وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً ( يعني هذا اليمين الذي حلفتموه معترض بينكم وبين فعل الخير من البر والإصلاح والتقوى ، ) وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ ( لا تجعل هذا اليمين حاجزاً ومانعاً لك من أن تبر وتتقي وتصلح ، هذا قول وهو الأشهر وقيل ) وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ ( لا تكثروا من الحلف كاذبين ولو في الإصلاح قيل هذا ، وفيها أيضا منع الحلف يعني الأولى والأقرب في معناها والأرجح أنك لا تجعل ، بل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني وجد ويسر لنا في هذا ، قال - عليه الصلاة والسلام - من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليكفر عن يمينه وليأتي الذي هو خير ، يعني لا تقول أنا حلقت أن لا أبر أن لا أصلح ، والله لقد أقسمت أن لا أصلح بين فلان وفلان ، والله لقد أقسمت أن لا أتدخل في الموضوع الفلاني بين أسرتي وعائلتي ، لا تجعل هذا اليمين حاجز ، والله لا أذهب لفلان ولا أزوره ولا أفعل له ولا أعطيه ولا أتصدق عليه ، لا ، ) وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ ( ، لا تجعلوا هذا اليمين الذي هو في الأصل لتثبيت حق لمنع حق ، هو الأصل أن هذا اليمين إظهار حق ، تثبيت حق ، أما أن يكون لمنع حق أو منع من بر أو منع من إصلاح لا يليق هذا ، ) وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ ( ، أيضاً لا تكذب عليه ، يعني لا تجعل هذا أيضاً تكثر وتستهين باسم الله ، ) وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ ( وسمي اليمين يمينا لأنه أخذ معاهدة ، الإنسان إذا أراد أن يعاقد أحداً أو يعاهده مد يده اليمين ، وترى اليمين عقد بل أعظم عقد تحلف كأنك تعاقد الله - عز وجل - وتعاهد الله ، ) وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ( ، هو ختام واضح " سَمِيعٌ " لأن اليمين فيه نطق ، " عَلِيمٌ " بنياتكم في هذا اليمين من الصادق ومن المخادع .


ثم قال الله سبحانه وتعالى بعد ذلك بعد أن شدد باليمين ، هناك شيء يشتبه مع الناس لكنه ليس بيمين ، ) لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ( اللغو : بلى والله ، ولا والله ، وغيرها وهذه تجي على ألسنتنا وهي من لغو اليمين وهذا أقرب المعاني فيها ، وقيل وقول له وجاهة أن لغو اليمين أنك إذا حلفت على شيء موقن أنه كان ولكنه لم يكن ، أقسمت أنك رأيت فلان وأنت متوهم إنك رأيته اليوم ولكنك رأيته بالأمس ما رأيته اليوم ، فقال لك قائل : يا أخي هو ليس موجود اليوم ، أقسمت لكنك توهمت وكنت متيقن تلك الساعة ، أو قلت والله أن هذا الرمي أصاب هذا الهدف ، وهو ما أصابه وتصورت أنه أصابه ، فأيضاً هذا قول قوي أنه أيضاً من لغو اليمين لأني أقسمت بشيء تعتقده حق ، وقيل أيضاً منه الدعاء على النفس، إذا دعى الإنسان على نفسه وأقسم أو في الغضب إذا حلف وهو غاضب حلف وهو ما يقصد ، لكن من أقربها اللغو اليمين أقرب ) لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ ( والمراد بعدم المؤاخذة ، ما المراد بعدم المؤاخذة ؟


) لَا يُؤَاخِذُكُمُ ( ما في إثم ولا كفارة ، لا إثم ولا كفارة ، ) لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ ( لا إثم ولا كفارة ، لكن يؤاخذنا بماذا ؟ ) وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ ( [4] وفي الآية هنا التي معنا ؟ ( عَقَّدْتُمُ ) هذه توضح هذه ، هناك ) وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ ( ومراد بعقد اليمين عقد القلب عليها ، ولذلك هنا قال ) وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ( إذاً عقد اليمين هو كسب القلب ، إذا المنطوق ، يعني أنت تقول لا والله وأنت تقصد اليمين خلاص وقعت يمين ولو إنها لغو ، انقلبت يمين ، فإذا كنت تقصد تلك الساعة ، ولذلك يمكن لبعضكم لو أنه يتكلم ، تقول لفلان يا أخي أنت لماذا تحلف كثير ، يقول لا أبد ما حلفت !! تقول : لا قلت خمس ، ست مرات لا والله كنت بالمكان الفلاني والله كنا كذا والله كنا كذا ، يا أخي هذا لغو اليمين ، أصلا هو ما يشعر تلك الساعة وهو ينطق هذه الكلمات أصلاً أنه كان يحلف ، هذا معناته ما يشعر ما عقد القلب عليه ، ولذلك قال ) وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ( والشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - أيضاً استنبط فائدة جملية قال : هذا يدل على أنه مدار الأقوال الملفوظة ما في القلب لا ما في النطق ، يعني الأصل الإنسان يحاسب على ما نطق به لسانه وانعقد عليه قلبه ، وهذه مهمة ولها تفريعات كثيرة ليس المقام مقام ذكرها ، بعد أن جاءت آيتين في اليمين ، آية تمنع الجدل عن اليمين عرضة ، وآية تبيح وتبين لغو اليمين ، جاء يمين خاص ، يمين من الأيمان الخاصة وهو يمين الإيلاء ، قال سبحانه وتعالى : ) لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ( إذاً الآية الأولى في اليمين ، والثانية وهذه نوع يمين وفيها الطلاق ، ولذلك ستأتي أحكام الطلاق بعدها مباشرة ) لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) ( .


) لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ( والمراد بالإيلاء هنا ، الإيلاء شرعاً : أن يحلف أن يمتنع عن زوجته ، يعني حلف أربعة أشهر ما يزيد أن لا يطأ زوجته ، الامتناع باليمين عن وطئ الزوجة ، هذا الإيلاء ، الامتناع باليمين ولابد فيه حتى يسمى كذلك أربعة أشهر ولابد أن يقصد يجوز إذا كان قصده الإصلاح ، يعني يمكن أن يكون إذا مثلا كانت ترضع فيحلف حتى تتم هذه الرضاعة بالذات الفترة الأولى ، أو قصد إصلاحها ، لكن إذا كان القصد الإضرار بها فلا يجوز ، قال سبحانه وتعالى ) لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ ( قال عن نسائهم ولا من نسائهم ؟ من ، لأن ( من ) تدل على التباعد ) لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ ( ، ابتعد عن النساء ، وطبعا النساء هنا الزوجات ، ) لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ( للانتظار يعني يجوز لك أن تستخدم هذا السلاح فقط أربعة أشهر ، أكثر لا ما يجوز ، حتى لو قصدت الإصلاح ، لا يجوز ، ولاحظوا أن الله حده بحد ، ووقع خلاف بين أهل العلم ، أريدكم قبل أن أذكر الخلاف فيه ، أريدكم أيضاً أن تساعدوني وتنظروا في الآيات في المصحف وانظروا الخلاف في ظاهر الآية مع من ؟ قال الله سبحانه وتعالى : ) لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) ( يعني يا تفيء يوقف الذي يوالي يقول تعال يقول الحاكم تعال يا تفيء يا تطلّق ، وقع خلاف بين الفقهاء :


- بعض الفقهاء قال : أصلا إذا تجاوز أربعة أشهر ودخل في اليوم الأول من الشهر الخامس طلّقت الزوجة منه ,


- وبعضهم قال لا ، فأيهم الذي يساعده ظاهر الآية ؟ القول الثاني هو ظاهر الآية وقول الجمهور هو القول الثاني ، قول الأحناف لا ، عندهم مهلة أربعة شهور إن رجع فيها ، فإن ما رجع خلاص قد أسقطها من نفسه .


أيهما أحب في ظاهر الآية لله عز وجل ؟ ( الثاني ) ما الدليل من الآية ؟ ) فَإِنْ فَاءُوا ( ، ) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ ( ولذلك هذا أقوى الأدلة التي تدل على كراهية الطلاق عمومًا . أما أبغض الحلال إلى الله الطلاق هذا حديث ضعيف ، لكن هذا استنباط قوي ، إن هذا من الأدلة الدالة على كراهية الطلاق رغم إباحته واضح لأنه طلاق ) فَإِنْ فَاءُوا ( ( عليم حكيم ) لو جاءت ( عليم حكيم ) لماذا الختم ) غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( ؟


هو لما آلى منها وهو غضبان عليها في الغالب ، إما لمصلحة الولد أو لمصلحته هو يريد أن يؤدبها ، لأنها تؤدب بهذا الأمر لكن ما له الحق أن يستخدم أكثر ، وترى ما يهجرها فقط قد يترك المعاشرة ، فلما فاء وغفر غفر الله له ، لأن ترى عندنا غفور رحيم ، ما الفرق بين الغفور والرحيم ؟


يعني الله سبحانه وتعالى ، الآن لو أخطأت خطأ على أحد يغفر لك ، لكن قد لا يرحمك ، لو غفر لك خلاص روح ، ولذلك تجدنا ولله المثل الأعلى في أطفالنا نغفر لهم ونرحمهم ، نحبهم ، والله عز وجل يغفر ويرحم ، فما دامك غفرت لهذه المسكينة وفئت ورحمتها فالله يغفر لك ، وإن عزم الطلاق فالطلاق فيه نطق ، قلك خلاص خله يطلع الطلاق لا تعلقها ، ) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) ( استنبط أهل العلم فائدة من هذه الآية ، وهي أنه لا يجوز للرجل أن يترك الجماع أكثر من أربعة أشهر ، لابد يجامع كل أربعة أشهر على الأقل ، طبعا إلا عاد ما يستطيع ، وتكون هي مثله ما ترغب في هذا الشيء ، لكن مستطيع ويترك أكثر من أربعة أشهر قاصداً بلا سبب ، ولذلك عمر - رضي الله عنه - وقت من خلال هذه الآية ، ولما جاء أيضاً عنه أنه مر مرة يعس فسمع امرأة تقول : [5]


تطاول هذا الليل وازوّر جانبه وإلا حبيب يلاعبه فوالله لولا الله لحرك من هذا السرير جوانبه ، فقال لحفصة : كم تصبر المرأة ؟ فقالت : ستة ، أربعة . فوقت للجيش أربعة أشهر يرجعون ، مع أنهم جيش ولكن وقت لهم أربعة أشهر ثم يعودوا، ولذلك ما تظلم النساء بتركهن الأشهر والسنوات ، ولذلك هنا ) لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا ( ولذلك مفترض نحن بعد أن عرفنا سر الختمة أن لا نخطئ ، بعض الناس يخطئ فإن فاءوا فإن الله سميع عليم ، لا فإن الله غفور رحيم ، غفر فغفر رحم فرُحِم ) فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) ( .


ثم قال الله سبحانه وتعالى ) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ( هل كل المطلقات يتربصن ثلاث قروء ؟ لا ، المطلقات أنواع ، الحامل حتى تضع حملها ) وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ( [6] يمكن تطلق وما باقي لها إلا ساعة ومـا يدري زوجها وتروح تولد ، مثل امرأة الزبير بن العوام ، فقالت له : طيب نفسي في طليقة - والحريم يكيدون - وكانت حامل والظاهر حست بالطلق ، فقال طلقها ثم راح يصلي ، فلما رجع رآها والدة ، فقالت خلاص برئت منك ، يعني الآن الأمر بيدي . ولذلك المرأة الحامل انتبه ترى عدتها أن تضع حملها ، ) وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ( وكذلك أيضاً ) وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ ( [7] هذه عدتها ، وغير المدخول بها ما لها عدة ) فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ( [8] ، إذاً هذه في أكثر الأنواع لكن هناك أنواع مستثناه ، إذاً ) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ( العجيب هنا ( يتربصن ) والتي من قبل ) لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ( هنا ) يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ( لماذا قال هنا بأنفسهن ؟


لأنه كأنه يقول : لأن نفسها تواقة للرجال ) وَالْمُطَلَّقَاتُ ( مطلقة هي زعلانة على الرجال ) يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ( تركها الرجل وقد ذاقت ، فتتوق نفسها ، فقال الله - عز وجل - احجزن هذه النفس واكبتنها حتى تنتهي هذه العدة ) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ( وقع خلاف قوي في هذه المسألة ، والخلاف فيه تكافئ وتقارب في الأدلة في مسألة هل القرء بمعنى طهر ؟ أو بمعنى الحيض ؟


يقول الله تعالى : ) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ( وعرفنا معنى التربص الانتظار ، والانتظار يركز على النفس ويجب أن تتقي الله في نفسها ، ولا تطمع حتى تنتهي عدتها ) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ( سواء كان القرء ، وإن كان الأرجح والله أعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال دعي الصلاة أيام أقرائك ، بنص من النبي - صلى الله عليه وسلم - لعل الأقرب أنه الحيض ، تنتظر ثلاث حيض ) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ( .


ثم قال الله سبحانه وتعالى : ) وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ ( ما المراد بالمكتوم ؟


لأن المرأة ربما تكتم ما خلق ، تدعي أنها حاضت ولم تحض ، لماذا ؟


عشان تعجل المدة ، وربما تدعي أنها لم تحض وهي قد حاضت ، تطوّل المدة عشان النفقة ، لأن نفقتها في هذه الحالة على الزوج المطلق ، لأن هذه المطلقة ولو إنها كانت مطلقة فهي محبوسة لك ، فأنت تنفق عليها ، إذاً ) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ ( جاء بالوعظ يعني يحرم عليهن ديانة وأنها تراقب نفسها ، ) وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ( وكذلك لا يحل لها أن تكتم ما خلق الله في رحمها من الولد ، ) وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ( وهذا يدلكم أيضاً كما استنبط بعض أهل العلم من هذه الآية كالقاسمي أن المرأة مستأمنة ومصدق خبرها ، وأن جزاءها عظيم وعقابها عظيم ، إن الإنسان إذا استؤمن في شيء وأصبح لا يعرفه إلا هو يصبح الثواب له كثير والعقاب عليه شديد ) وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ( انظروا الوعظ .


ثم قال والعجيب ) وَبُعُولَتُهُنَّ ( طيب ولماذا البعل ؟ لماذا ما جاء لفظ الزوجية ؟


) وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ ( تأملوا أيها أقوى في لفظ الزوجية وفي بقاء الزوجية ، لفظ الزوج وإلا البعل ؟


البعل أقوى ، لأن المسألة هو طلقها الآن ) وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ( ماذا ؟ ) فِي ذَلِكَ ( في أي شيء ) ذَلِكَ ( تعود ) ذَلِكَ ( إلى ماذا ؟ إلى العدة وإلا لا ؟


خليكم معي ) وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ ( أي في العدة في الثلاثة قروء ، ) وَبُعُولَتُهُنَّ ( فقال والبعولة هنا جيئ بها لأنه قد يخطر في بال المطلق أو بال المطلقة ، في بال المطلقة بالذات ، أن عقد الزوجية ضعُف ولها الحرية ترجع ولا ما ترجع ، فجاء لفظ ) وَبُعُولَتُهُنَّ ( وأضاف البعولة لهن ، ما قال والبعل بعد ، قال ) وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ ( ثم قال بعد أن جعل الأمر بيد الرجل وجاء بالأمر بيده والقوة له ، قال وتأملوا فيما قال الله سبحانه ، بعد أن أعطاك حق الإرجاع ، قال ) وَلَهُنَّ ( بدأت الحقوق لكن المشكلة بدأ حقها قبل حقي ، ما الذي لك أيها الرجل عليها ؟ مثل الذي لها ، قال الله وبدأ بحقهن يعني موازنة في الآية ستلحظونها ، الآية طلاقة ، أعطى الزوج الإرجاع وبقوة ، ثم بـدأ فقال : ) وَلَهُنَّ ( بدأ بحقهن قبل حقك ، ما قال ( ولكم مثل الذي ) لا قال ) وَلَهُنَّ ( يجعلها هي الميزان ، يعني بتعطيها مئة بتعطيك مئة ، أخلاقك تعطيها 70% تعطيك 70% ، ) وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ ( ما قال ( ولعليهن مثل الذي ) لا قال ) وَلَهُنَّ ( ، بدأ بحقهن ) وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ ( فزاد المرأة ، أول شيء زود الرجل ثم زود المرأة ، ثم رجع رفع الرجل مرة ثانية ) وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ( ثم أعاد ونزل الرجال ) وَاللَّهُ عَزِيزٌ ( يعني ترى سلاح ، ها ، انتبه ، مثلما قال الله سبحانه وتعالى عندما لما أعطى الرجل قال ) وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ( [9] انتبهوا !! بدأ يشدد وهذه الآية الوحيدة التي ختمت بالتأكيدات هذه ) إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ( يكفي علياً ، إن كنت عالياً فالله أعلى منك وإن كنت كبير فالله أكبر منك ، فأعطاك سلاح ويخوفك بالأخير ، لا تستخدمه أكثر مما يباح لك فيه ، فهنا أيضاً رفع المرأة ثم رفع الرجل ثم جاء وخوفك ، يعني مع أن الآية ممكن عليم حكيم ، لكن الله سبحانه وتعالى هنا جاء بلفظ العزة يخوفك ، لا تستخدم العزة إلا فيما أبيح لك فحسب ، واضح في الآيات . وسبحان الله هذا التشريع عجيب يا إخوان ، يعني أنا أقول للكثير من الطلاب وخاصة الذين يدرسون الدراسات الشرعية الفقهية ، أقول هذا النظام الرباني والتشريعات الإلهية فيها بنود وفيها تخويف ، النظام الوضعي فيه بنود فقط لا يوجد تخويف ، إذا تضعه عند محامي يلعب المحامي ، لكن في الجانب الرباني أنا مع زوجتي أخاف تجي الآيات ، أنا أذكر واحد يقول لي مرة طلق زوجته في ساعة غضب ، كان ناوي يطلقها بل طلقها وأطلق اللفظ ، فيقول فركبت سيارتي من شدة الغضب وأخذتها جريتها غصب وركبتها السيارة ، ووديتها لبيت أهلها ، يقول قبل أن أصل لبيت أهلها بأمتار تذكرت قوله سبحانه وتعالى : ) لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ ( [10] قلت يا سبحان الله !! حافظ متقن لكتاب الله ، أين ذهبت هذه الآية من رأسي ؟!! وأنا ما أطيق إرجاعها ، ما كان يطيق إرجاعها ، فاضطريت أرجع ، قال خلاص الآية ، خلاص سمعنا وأطعنا ، وسبحان الله أحدث بعد ذلك الله أمرا ، رجعت وراجعها والحمد لله ، لأنها تبقى في بيتك لا تخرجوهن ولا يخرجن ، نظام ، آيات ، أنا ودي يا إخوان طلبة العلم ما يخشعون فقط في آيات الجنة والنار ، يخشعون حتى في آيات الأحكام ، يعرفون أن هذا تنزيل من حكيم حميد سبحانه ، ما هو بنظام بشر أو قول بشر ، يأتي بهالتوازن العجيب الدقيق لا ظلم للرجل ولا ظلم للمرأة ، ثم قال الله سبحانه وتعالى : ) وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ( لا تنسون الختام وأنا بودي الحقيقة الذي يفقه المعنى حتى اللي حافظ ما عاد ينساه ، يخلط في الآيات الثانية ولكن اللي واضح فيها الدلالة لا يخطئ فيها .


ثم قال الله سبحانه وتعالى ) الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ( الطلاق مرتان يعني تطليقتان ، وطبعاً كانوا في الجاهلية لهم عادات ، يطلق المرة والمرتين والثلاث والعشر ، فوضة ، مثل الإيلاء - نسيت أن أقول لكم - كانوا يوالون سنة وسنتين وثلاث ونزلت الآية تحدد ما في فوضة ، والطلاق كان فوضة ، يطلقها عشرات المرات ويرجع ، فقال الله سبحانه وتعالى ) الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ( الطلاق هذا البائن ولا الرجعي ؟ مالدليل ؟


من ظاهر الآية ) فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ ( البائن ما في هذا ، إذاً هذا الطلاق الرجعي ، والطلاق الرجعي السني طلقتان وما قال مرتان أي يعني مرتان ما يقع مرة واحدة ، مـا يطلق مرتين في وقت واحـد ، يعني الطلاق الرجعي طلقة ثم طلقة ، ) الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ( ولاحظوا في هذه الآية بعد آيتين ، الآن أمامكم المصحف ، آية 229 ) الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ( في آية 231 ) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ( طيب ما في خلاف ؟ هنا اتفق بالطلاق بالإمساك بمعروف ما في إشكال ، لكن التسريح اختلف ، مرة يقول التسريح بإحسان ومرة يقول التسريح بمعروف ، أي أحسن المعروف أم الإحسان ؟


الإحسان أعلى درجة أعلى . لكن هذا مطلوب .



[1] في البخاري باب مباشرة الحائض عن عائشة قالت : كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد كلانا جنب وكان يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض وكان يخرج رأسه إلي وهو معتكف فأغسله وأنا حائض [ ش ( فأتزر ) أشد إزاري على وسطي . ( فيباشرني ) تمس بشرته بشرتي . ( يخرج رأسه إلي ) أي من المسجد إلى حجرتها ] .

[2] في البخاري باب ) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ ( حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ سَمِعْتُ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَتْ الْيَهُودُ تَقُولُ إِذَا جَامَعَهَا مِنْ وَرَائِهَا جَاءَ الْوَلَدُ أَحْوَلَ فَنَزَلَتْ ) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ( .

[3] في صحيح مسلم باب بَيَانِ أَنَّ اسْمَ الصَّدَقَةِ يَقَعُ عَلَى كُلِّ نَوْعٍ مِنَ الْمَعْرُوفِ . عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ عَنْ أَبِى الأَسْوَدِ الدِّيلِىِّ عَنْ أَبِى ذَرٍّ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالُوا لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّى وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ . قَالَ « أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْىٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِى بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ » . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ قَالَ « أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ » .

[4] سورة المائدة 89 .

[5] جاء في تفسير بن كثير : وَقَدْ ذَكَرَ الْفُقَهَاء وَغَيْرهمْ فِي مُنَاسَبَة تَأْجِيل الْمُولِي بِأَرْبَعَةِ أَشْهُر الْأَثَر الَّذِي رَوَاهُ الْإِمَام مَالِك بْن أَنَس رَحِمَهُ اللَّه فِي الْمُوَطَّإِ عَنْ عَبْد اللَّه بْن دِينَار قَالَ : خَرَجَ عُمَر بْن الْخَطَّاب مِنْ اللَّيْل فَسَمِعَ اِمْرَأَة تَقُول :

تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ وَاسْوَدَّ جَانِبُهُ ****وَأَرَّقَنِي أَنْ لَا ضَجِيعَ أُلَاعِبُهُ

فَوَاَللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ أَنِّي أُرَاقِبُـهُ **** لَحُرِّكَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهُ

فَسَأَلَ عُمَر اِبْنَته حَفْصَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا كَمْ أَكْثَر مَا تَصْبِر الْمَرْأَة عَنْ زَوْجهَا ؟ فَقَالَتْ : سِتَّة أَشْهُر أَوْ أَرْبَعَة أَشْهُر فَقَالَ عُمَر : لَا أَحْبِس أَحَدًا مِنْ الْجُيُوش أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ )

[6] سورة الطلاق 4 .

[7] سورة الطلاق 4 .

[8] سورة الأحزاب 49 .

[9] سورة النساء 34 .

[10] سورة الطلاق 1 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق