الآيات 117 - 119

بسم الله الرحمن الرحيم
(بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ) ثم قال الله: (وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ)
من هم هؤلاء؟ المشركون, لكنّ الله ذكر هذا عيباً على اليهود والنصارى أنّهم شابهوا المشركين, هؤلاء المشركون قالوا (لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ) قال الله: (كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ) من هم الذين قبلهم؟ اليهود والنصارى, أليس عيباً عليهم وهم أهل الكتاب أن يُشَابِهوا المشركين؟! بلى والله, فالله تعالى يَعِيب عليهم كلّ هذه الأمُور في عَيبِهم والطعن فيما هُم عليه.
ثم قال الله ـ عز وجل ـ في الآيات التي هي خِتَام الحديث عن بني إسرائيل, وفيها الفصل, وفيها توجّهٌ إلى النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإلى المؤمنين, يعني هنا انتهى الحديث عنهم أبطَل ما هُم عليه وبيّن افتراءاتهم وكُفرِهم وعقُوبَاتِهم, فماذا بقي؟! قال الله ـ عز وجل ـ للنبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)
سواء آمَنوا أم لم يُؤمِنوا, ولهذا قال الله: (وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ) اتركهُم (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا) فكُن على الحقّ, كونوا على الجادّة التي أمركم الله, ولا عليكم من هؤلاء الذين ضلّوا وانحرفُوا وكفروا, ولهذا قال الله: (وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق