تفسير الايات 60و61و62
للحفظ يوم الثلاثاء
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن ذكرنا في أول الآيات في آية بني إسرائيل كيف الله ـ عزّوجل ـ يذكر لنا أولاً دعوتَه لهم, ثمّ يدعوهم إلى ما يُعينهم على الإيمان, ثم يُعدد عليهم النِعم, كل ذلك يُبصرّنا الله به لنكون على بيّنة, وأن لا نكون مثلهم ولِنعرف حال هؤلاء ونتخِذهُم أعداء.
قول الله عزوجل: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ }هذه الآية آخر آية من تِعداد النِعم عليهم وهي نعمة تفجير الماء من الحجر اثنَتيْ عشرةَ عيناً
ثم قال الله ـ عزوجل ـ بعد ذلك: (كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) لماذا نهاهم أن يَعثَوْا في الأرض مفسدين بعد أن قال كلوا واشربوا من رزق الله؟
ذلك لان الإنسان إذا مُنحَ الرزق يطغى (كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى {7}) ({وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ } فالله ـ عز وجل ـ حينما مَنحَهُم هذه النعمة حذرّهم أن لا تُؤدّي بهم هذه النعمة وهذا الرزق إلى الفساد في الأرض والطغيان, وهو ما وقع منهم من الإفساد من عِبَادةِ العجل وغير ذلك, وهذا تحذيرٌ لنا إلى أن لا تَبطُر بنا النعمة فتأخذنا إلى الإفساد في الأرض أو أيّ نعمة من أنواع المعاصي التي من الإفساد.
ثمّ يأتي قول الله ـ عزوجل ـ : (لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ ) هذه الآيات وما بعدها انتقال من تِعدَاد النِعم إلى بيان سُوء اختيارهم في شَهواتِهم وكُفرانهم لنِعم الله ـ عزّوجل ـ .
انظُروا معي ماذا اشتملت عليه هذه الآيات:
أولاً: بيان سُوء أدبهم في خِطابهم لنبيّهم موسى وللمُنْعِم عليهم وهو الله عزوجل فقالوا: (لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ) أكرمهم الله بهذا الطعام فقالوا:( لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ) هذا واحد.
ثانياً: بيان سُوء اختِيارهم واستِبدالهم الذي هو أدني بالذّي هو خير فاستبدلُوا المنّ والسلوى بالفوم والعدس والبصل والحِنطة وما يأكلونه من طعامهم يزرعونه, والله إنّ هذا لدنَاءة وهُبوطٍ في عقولهم, ولذلك قال: (اهْبِطُواْ مِصْراً )
ثالثاً: توبِيخهم والاستِنكار عليهم بقوله: (أتَستَبدِلُون) ممّا يدل على أنّ ذلك من كُفرانهِم بالنِعم, فالإنسان إذا استبدل نعمة الله عزّوجل عليه فأكرمِه بنعمةٍ فتخلّى عنها إلى نعمةٍ أُخرى, فوالله إنّه استبدل الأدنى بالذي هو
رابعاً: من أعمالهم, قال الله ـ عز وجل ـ في هذه الآيات بيان لمجُازاتِهم بجنس عملِهم وما اختَارُوه لأنفسهم من الدُنوِّ قال: (اهْبِطُواْ مِصْراً) وفي ذلك إِشعار بقطعِ التكريم والعناية بهم.
خامساً: ثمّ بيان جزاءهم وعِقابهم العام الذي استحقّوه بعد هذا الكفر بنِعم الله والعصيان والاعتداء بما يُناسب أفعالهم فقال: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ) فانظروا إلى هذا الجزاء, وفي هذا بيان لنهاية أمرهم حيث ضُرب عليهم العذاب الذي جمع فيه ذُلّهم ومسكَنتهم واستحِقاقهم غضب الله ـ عز ّوجل ـ وهذا غاية العقاب.
ثمّ انتقل الله ـ عزّوجل ـ بعد ذلك وهو اللّطِيف الرّحِيم الوَدُود سبحانه وتعالى في الترغِيب والترّهيب, انتقل إليهم في دعوتهم مرةً أُخرى, فقال الله: ({إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
في هذا أيّها الإخوة ترغيبٌ لهم بعد تهديد, دعوةٌ غير مباشرة لهم إلى الإيمان, وبيان جزاء من آمن منهم.
للحفظ يوم الثلاثاء
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن ذكرنا في أول الآيات في آية بني إسرائيل كيف الله ـ عزّوجل ـ يذكر لنا أولاً دعوتَه لهم, ثمّ يدعوهم إلى ما يُعينهم على الإيمان, ثم يُعدد عليهم النِعم, كل ذلك يُبصرّنا الله به لنكون على بيّنة, وأن لا نكون مثلهم ولِنعرف حال هؤلاء ونتخِذهُم أعداء.
قول الله عزوجل: {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ }هذه الآية آخر آية من تِعداد النِعم عليهم وهي نعمة تفجير الماء من الحجر اثنَتيْ عشرةَ عيناً
ثم قال الله ـ عزوجل ـ بعد ذلك: (كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) لماذا نهاهم أن يَعثَوْا في الأرض مفسدين بعد أن قال كلوا واشربوا من رزق الله؟
ذلك لان الإنسان إذا مُنحَ الرزق يطغى (كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى {7}) ({وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ } فالله ـ عز وجل ـ حينما مَنحَهُم هذه النعمة حذرّهم أن لا تُؤدّي بهم هذه النعمة وهذا الرزق إلى الفساد في الأرض والطغيان, وهو ما وقع منهم من الإفساد من عِبَادةِ العجل وغير ذلك, وهذا تحذيرٌ لنا إلى أن لا تَبطُر بنا النعمة فتأخذنا إلى الإفساد في الأرض أو أيّ نعمة من أنواع المعاصي التي من الإفساد.
ثمّ يأتي قول الله ـ عزوجل ـ : (لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ ) هذه الآيات وما بعدها انتقال من تِعدَاد النِعم إلى بيان سُوء اختيارهم في شَهواتِهم وكُفرانهم لنِعم الله ـ عزّوجل ـ .
انظُروا معي ماذا اشتملت عليه هذه الآيات:
أولاً: بيان سُوء أدبهم في خِطابهم لنبيّهم موسى وللمُنْعِم عليهم وهو الله عزوجل فقالوا: (لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ) أكرمهم الله بهذا الطعام فقالوا:( لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ) هذا واحد.
ثانياً: بيان سُوء اختِيارهم واستِبدالهم الذي هو أدني بالذّي هو خير فاستبدلُوا المنّ والسلوى بالفوم والعدس والبصل والحِنطة وما يأكلونه من طعامهم يزرعونه, والله إنّ هذا لدنَاءة وهُبوطٍ في عقولهم, ولذلك قال: (اهْبِطُواْ مِصْراً )
ثالثاً: توبِيخهم والاستِنكار عليهم بقوله: (أتَستَبدِلُون) ممّا يدل على أنّ ذلك من كُفرانهِم بالنِعم, فالإنسان إذا استبدل نعمة الله عزّوجل عليه فأكرمِه بنعمةٍ فتخلّى عنها إلى نعمةٍ أُخرى, فوالله إنّه استبدل الأدنى بالذي هو
رابعاً: من أعمالهم, قال الله ـ عز وجل ـ في هذه الآيات بيان لمجُازاتِهم بجنس عملِهم وما اختَارُوه لأنفسهم من الدُنوِّ قال: (اهْبِطُواْ مِصْراً) وفي ذلك إِشعار بقطعِ التكريم والعناية بهم.
خامساً: ثمّ بيان جزاءهم وعِقابهم العام الذي استحقّوه بعد هذا الكفر بنِعم الله والعصيان والاعتداء بما يُناسب أفعالهم فقال: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ) فانظروا إلى هذا الجزاء, وفي هذا بيان لنهاية أمرهم حيث ضُرب عليهم العذاب الذي جمع فيه ذُلّهم ومسكَنتهم واستحِقاقهم غضب الله ـ عز ّوجل ـ وهذا غاية العقاب.
ثمّ انتقل الله ـ عزّوجل ـ بعد ذلك وهو اللّطِيف الرّحِيم الوَدُود سبحانه وتعالى في الترغِيب والترّهيب, انتقل إليهم في دعوتهم مرةً أُخرى, فقال الله: ({إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
في هذا أيّها الإخوة ترغيبٌ لهم بعد تهديد, دعوةٌ غير مباشرة لهم إلى الإيمان, وبيان جزاء من آمن منهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق