تفسير الايات 63و64و65ومعهم 66لارتباطها بهم والحفظ 63و64و65 فقط
بسم الله الرحمن الرحيم
انتقل الحديث لبيان كُفرانِهم للنِعم بعد ذلك
فأولاً: ذكر الله ـ تمنُّعِهم من أخذ الكتاب حتى رُفع الطُور فوقهم, قال الله ({وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }
تأمّلوا هؤلاء القوم أمرهم الله فلم يستجيبوا, دعَاهم فلم يستجيبوا, أغرَاهُم بالنِعم فلم يستجيبوا, فما كان مِنه سبحانه وتعالى إلاّ أن رَفع الجبل فوقهم, فقال خُذُوا الكتاب بقوة أو يُعاقبكم الله ويُسلّط عليكم هذا الجبل فيَسقُط عليكم قال الله: ({ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ }
فهذه جِناية من جناياتِهم وكفر من كفرهم.
ثانياً: أيضاً نكثهم للعهود ونقضِهم للمواثيق وتلكّؤُهِم ومراوغتهم في الاستجابة والطاعة لأنبيائهم, قال الله: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ }قصّة السبت أنّ الله ابتلاهم بالحُوت أنّه جعل يوم السبت لا يصِيدُون السمك, فماذا فعلوا؟ جَاؤُوا ليلة السبت فوضعُوا شِباكَهم في البحر وتركُوها, فلمّا كان ليلةَ الأحد جَاؤوا وقد اصطادت هذه الشِباك الأسماك فأخذوها, قالوا ما صِدنا في السبت وإنّما وضعنا شِبَاكنا, عََاقبهُم الله في تِلك القريَة, التي هي قرية واحدة عَتَت عن أمر الله واحتالت,فعاقبهم الله وجعلهم قردةً خاسئين, فكانوا يرى بعضهم بعضاً ويبكون,
وهذا يُبيّن لنا عِظم جُرم الحِيل على أوامر الله عزّوجل, بعض الناس يقول أنا لا أُخالف أمر الله ثم يَذهب بحيلةٍ مُختلفة وطُرقٍ غير صريحة ويقول أنا ما خالفت أمر الله, هذا والله عقوبته أشدّ من الذي يأكل الحرام صريحاً, ذاك يحتال وهذا يعرف أنّه حرام لكنّه اجترأ عليه,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق