تفسير الآيات من 67 -71


تفسير الآيات من 67 -71

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد ذلك نأتي إلى قِصّة البقرة التي سُمِيّت بها البقرة, في هذه القصّة قِصّتان


القصّة الأولى: هي قصة قتل القتِيل فكان هناك رجل شاب قتله عمّه أو ابن عمّه ونادى في القوم أنّ ابن أخي قُتِل, من قتله؟ هو القاتل وأخفى ذلك وكتمه وزعم أنّ أحداً قتله وكان يبحث عن القتيل, وما كان منهم إلاّ أن قالوا نأتي موسى نستَعلِمه مَن قَتَل القتيل؟! لمّا أيِسُوا من القاتل! فكانوا يتلكَئُّون من إِتيان موسى ـ عليه السلام ـ لأنهم يعرفون أنّه نبيّ الله وسيُخبِرُهم, وبعد إِلحَاح جَاؤُوا إِلى مُوسى, فانظُر كيف حالهم مع مُوسى؟! فلمّا سألُوه قال لهم موسى (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً)ما علاقة البقرة بالقتيل؟! نحن نُريد أن تُخبرنا مَن القَاتِل؟! الله عزّوجل أَراد أن يَختبِرهم في صِدقِهم واستِجَابَتِهم قال: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) فذَهبُوا ثمّ جاءتهم حِيلة, قالوا خَلْنا نسأله ما هي هذه البقرة؟! فشدَدُّوا, (َقالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ) انظر كيف أَدَبهم مع ربّهم؟! ما قالوا ادع لنا الله وربنا (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ{68}
فهل فعلوا؟! ما فعلوا, ذهبُوا ثم أَتَوْا (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ...{69}) انظُروا إلى هذا التشّدِيد, شدّدوا فشدّد الله عليهم, ولو استمرّوا في التشديد لاستمرّ في التشديدِ عليهم (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ{70}) فلمّا رأوا أنّ موسى يُشددّ عليهم وعرفوا أنّ ذلك سيُؤدِّي بِهم إلى شدّة, قالوا: (وَإِنَّآ إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ) لو ذبحوا أيّ بقرة في أَول الأمر لكفَاهم, لكنّهم لم يَجدوا هذه البقرة إلاّ عند يَتِيم كمَا جاءت في الروايات, فسَاومَهم إلى وزنِها ذهباً فاشتروها بوزنِِها ذهباً, انظُروا كيف كان حالهم يوم أن شددّوا فشدّد الله عليهم ! (قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ ......{71}) ليست مذلّلة في العمل (وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ) ليست مسخرّة لسقي الحرث (مُسَلَّمَةٌ) ليس فيها عيوب ( لاَّشِيَةَ فِيهَا) ليس في لونها اختلاط يعني أبيض أو أسود, وإنّما هي مسلّمَة صفراء (قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ) فبحثوا حتى وجدُوها عند يَتِيم فاشتروها (فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ) لأنّهم يعلمُون أنّ هذا حقّ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق