تفسير الآيات 72-80



تفسير الآيات 72-80

ثم قال الله في وصف قبيحةٍ من قبائِحهم ونوعٍ من صفاتِهم وجِنَاياتِهم (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ) هذا حال عامّتهم أنّهم لا يعلمون الكتاب إلا أمانيّ, ما معنى أمانيّ؟
خُلاصتها معنيين:
المعنى الأول:

 لا يعلمونه إلا أكاذيب وأمانيّ يختَلِقُها عُلماؤهم يقُولها لعامّتهم, فيقولون هؤلاء العلماء لعامّتهم, نحن أبناءُ الله وأحبّاؤه, لا يدخل الجنّة إلا من كان هوداً أو نصارى, نحن لا تمسّنا النار إلا أيام معدودة, كل هذا هُراء وكذِب وافتِراء على الله ـ عزّ وجل (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ) أي عامّتهم (لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ) إلا الأكاذِيب التي يقُولها لهم عُلماءَهم هذا المعنى الأول.
المعنى الثاني:

إلاّ ألفاظ يقرؤُونها فقط, وهذا يؤكدّ لنا ما عليه حال كثير من النّاس اليوم من المسلمين لا يعلمون الكتاب إلا ألفاظ يقرُؤُونَه بِلا معنى, ما أعظم هذا الحال أيّها الإخوة ما حُجَتّهم عند الله؟! تقرأ كتاب الله بين يَديك ولا تعلَم إلاَ ألفَاظه, ولهذا هذا يُبيّن لنا عِظم أمر التدبّر والتفكّر والنظر في كتاب الله ـ عز ّوجل ـ لمعرفة ما فيه من هِداية وبَصيرة وعِلم وعَمل لنمتثله , ولهذا أقول لا ينبغي للإنسان أن يَقرأ القرآن هذاً لا يعرف فِيه إلاّ ألفاظ إلاّ أمانيّ, مجرّد ألفاظ بل يجب أن يَقف عند الآية ما يُرِيدُ الله بها؟! ماذا يُريد الله أن أُحقِقّه في هذه الآية؟! فإذا كان هذا حالك فأَبشِر والله تعالى بخيرٍ عظِيم تنالُه من هِداية القرآن العظيم.
قال الله ـ عز وجل ـ : (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ{79}) هذا الحديث عَن مَن؟!
هذا الحديث عن علمائهم, قال الله: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ) كانوا يكتبُون التّوراة ويُحرِّفُونَها للناس ويبِيعُونَها ويأخذون مُقابِلها دراهِم أو دنانِير, قال الله: (ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ) عياذاً بالله, (لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً)
ثمّ قال الله في زعمِهم ونوعٌ من جناياتِهم (وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{80}) فزعموا أنّ النّار لن تمسّهم إلاّ أياماً معدودات, من أين أَخذُوا هذا؟! لماذا قالوا لن تمسّنا النّار إلا أياماً معدُودات؟! لماذا ما قالوا لن ندخل النّار؟
قالوا لن ندخلَها إلاّ أربعينَ يوماً وهي مِقدار عبادَتهم للعِجل , ثمّ يقُولوا نخرج مِنها فيبقى غيرنا فيها !!
عياذاً بالله من ضلالِهم وكذبهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق