تفسير الآيات 89-95
بسم الله الرحمن الرحيم
عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم) هذا النبيّ وهو محمد (فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ{89} بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ بِمَا أنَزَلَ اللّهُ)
لماذا كفروا؟
(بغياً) أي حسداً وحقداً وكُرهاً (أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ) أي محمد عليه الصلاة والسلام من غير نسبِهم ومن غير سُلالتِهم (أَن يُنَزِّلُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ)
ثمّ قال الله في الآية الأخرى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا ....{91})
هل آمنوا بما أُنزل عليهم؟!
كلاّ, قال الله: (وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ) أي غيرِ القرآن بما وراء القرآن وهو التورَاة والإنجِيل (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ)
ثمّ ردّ الله عليهم أنّهم لم يُؤمِنوا فقال: (وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ) فلم يُؤمِنُوا بذلك,
قال الله: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ)
ماذا قالوا؟
(قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا) أعوذ بالله, هذا يُبيّن حال هؤلاء القوم أنّهم انتهوا إلى قوله (سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا) أمّا أمّة محمد ـ صلى الله عليه وسلمـ الأمّة المستَجِيبَة فقالوا (سمعنا وأطعنا) .
قال الله ـ عز وجل ـ عن هؤلاء (قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ) ثمّ ذكر الله ـ عزوجل ـ ادّعاؤُهم بأنّهم يرثِون الجنّة خالصةً لهم في قوله: (قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآَخِرَةُ عِندَ اللّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{94}) إن كنتم تزعُمون أنّ الجنّة لكم دون غيركم فتمنّوُا الموت, فهل تمنّوُا الموت؟ كلاّ, قال الله عزوجل: (وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق