تفسير الآيات 96-101

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ {96}) ها نحن نرى اليهود أحرص النّاس على

الحياة, ولذلك انظر كيف يفعلون مع إِخواننا, مع أنّ إِخواننا في ضعفٍ شديد وليس بأيدِيهم إلاّ اليسِير ممّا في أيدي اليهود, ومع ذلك في جُبنٍ وخوفٍ وهَلعٍ شَدِيد من هؤلاء الفلسطِينِيين القلِّة الذين ليس معهم شيء وها أنتم ترون كيف بنُوا السُور خوفاً وذعراً وهلعاً.
ثم ذكر الله ـ عز وجل ـ حجةً من حُجَجِهم في زعمِهم أنّهم لا يُؤمنون فجاءوا للنبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالوا أخبرنا عمّن يأتيك من الملائكة؟ فنرى إن كان هو الذي نُريده أو لا, فقال إنما يأتِيني جِبريل وهو من يأتي أنبياء الله تعالى, قالوا هذا عدّونا عياذاً بالله تعالى, لماذا قالوا هذا عدّونا؟ لأنّهم زعموا أنّ جبريل أُمر بالوحي أن يكون على أحدٍ من بني إسرائيل فجعلَه على أحدٍ من العرب عياذاً بالله, فاتخذّوه عدوّهم, قال الله ـ عزّ وجل ـ : (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ) يعني هنا الله ـ عز وجل ـ يُثبت أنّ هذا القرآن من الله واختِيار الله لئلّا يكون لهم حجّة (مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)
ثمّ قال الله ـ عز وجل ـ : (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ) خصّ جبرِيل ومِيكال لأنّهم خصّوهما هم , فإن قالوا إن كان مِيكائِل فهو وليُّنا مِن المَلائكة, فقال الله من كان عدوّاً لهؤلاء (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ)

 ثمّ قال الله: (وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) هنا إثبات من الله عزّوجل لرسوله (وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ) والمراد بهؤلاء الفاسقين هم هؤلاء بنُو إسرائِيل الكافرين ومن تبِعَهُم, قال الله عزّوجل انظروا أيّها الإخوة (أَوَكُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) يعني هذه الآية ردّ ادّعائِهم أنّه لم يُؤخذ عليهم العهد والميثاق أن يُؤمنوا بالنبيّ ـ صلّى الله عليه وسلم ـ فأنكروا أنّ الله عهِد إليهم (أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُواْ عَهْداً نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ)
ثم قال الله ـ عزّوجل ـ في الآيات التي بعدها (وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) انظروا إلى ضلال هؤلاء, يعني لمّا أنّ الله أرغمَهم وسدّ الطريق في وجُوهِهم, وقال الله ـ عز وجل ـ أنّ كُتبَكم مُصدِّقة لهذا الرسول وأنّكم تقرؤُونه في كُتبِكم, ماذا كان منهم؟
نبذوا كِتابَ الله ورَاء ظُهُورهم أعوذ بالله, يعني قالوا مالَنا ولهذا الكتاب, حتى التوراة نبذُوها لماذا ؟
لأنّها تُلزمهم بالإيمان بالنبيّ ـ صلى الله عليه وسلّم ـ فقالوا ما دام التوراة تُلزمنا فننبُذُها عياذاً بالله (نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) ,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق