تفسير الآيات 149 - 152
تفسير الآيات من 149 - 152
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ
وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا
الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ
نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ
رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) (
لاحظوا
تأملوا الآيات لعلكم تتأملون وتتدبرون معي في المصحف ، لاحظوا أنه جاء الأمر
بالتوجه في الآيات ثلاث مرات كما ذكرت لكم من قبل ) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ( وهنا قال ) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( ، ثم قال ) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ( فما فائدة هذه الإعادة وهذا التكرار ؟
قلت
لكم أن الإعادة والتكرار في القرآن للشيء دليل على عِظم الأمر الذي ورد فيه ، وأنه
أمر تحتاج النفوس إلى هز أكثر من مرة والتأكيد أكثر من مرة حتى يرسخ في نفوسها
عظمه ، النبي - صلى الله عليه وسلم - لما جاءه الوحي ، أول مرة كيف جاءه ؟ قال :
فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، هزه ثم تركه ، قال : اقرأ ، قال النبي - صلى
الله عليه وسلم - : ما أنا بقارئ ، ثم أخذه مرة أخرى فغطه حتى بلغ منه الجهد ، ثم
الثالثة ، لماذا ؟ ليستعد النبي - صلى الله عليه وسلم - استعداداً تاماً في جميع
حواسه وإدراكاته لهذا الأمر العظيم الذي نزل عليه من السماء فليس الأمر بالهين . ) إِنَّا سَنُلْقِي
عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ( فإدراك الإنسان لا يكون إلا حينما يهتز ويهزه الإنسان ، فلذلك المعلم
إذا أراد أن ينبه الطالب أو الطفل ربما يهزه انتبه ! ، أو خشيت على إنسان من شيء
انتبه ! ، تؤكد عليه مرة أو مرتين أو ثلاثة ، وهذا سر التكرار في القرآن والله
أعلم ، لاحظ في سورة الرحمن كيف ورد ) فَبِأَيِّ آَلَاءِ
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ( تأكيد ثم تأكيد ثلاثين مرة ، وأيضاً في آية الدين كرر لفظ الكتابة في
وجه واحد عشر مرات ، لأهمية الكتابة في آخر الإسلام حتى يتعلمون الدين ويكتبونه
بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعلمون الكتابة مع أنه أمرهم بالكتابة في
شأن ماذا ؟ في شأن مدايناتهم لكنهم إذا تعلموا كتابة المداينات سيكون منهم أناس
يكتبون شريعة الله ودينه ، هنا قلت لكم أن هذا من باب التأكيد وأيضاً فيه معاني
يمكن أن نقتبسها أن الأمر الأول الأمر بالتوجه ابتداءً ، الأمر الأول للأمر
ابتداءً بالتوجه ، والثاني لإثبات أنه الحق ، ولهذا قرنه بقوله : ) وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ
رَبِّكَ ( لاحظ الأمر الأول لأنه أول أمر فهو متوجه إلى الابتداء ثم الثاني
لإثبات أنه الحق ثم الثالث ماذا ؟ لاحظوا اقترن بماذا ، اقترن بقوله : ) لِئَلَّا يَكُونَ
لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ( يعني هو أمر قطعاً لحجة المعارضين ، فانظروا هذا الترتيب وهذا
التأكيد المقترن بالقرينة في السياق ، قال الله عز وجل ) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ
وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ
وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا
وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ....( من هم الناس ؟
الظالمون
الكافرون اليهود والمنافقون والمشركون لئلا يكون لهم عليكم حجة بعد ذلك بعد هذا
البيان التام لا حجة لأحد لأن الله بينه بيان تام .
قال
: ) إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ( يعني إلا الذين ظلموا وخرجوا عن أمر الله وجاءوا بأمر من عندهم
وكذبوا أمر الله ، قال الله تعالى بعد ذلك هؤلاء ) فَلَا تَخْشَوْهُمْ
وَاخْشَوْنِي ( لا عليكم منهم ، ليس عليكم منهم ضرر ولا تخشوهم ، وفي هذه الآية دليل على ماذا ؟
دليل
على حفظ الله ومدافعته للمؤمنين بعد إقامة الدين ) إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ
عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا ( ، فهذه الآية فيها دليل على أن الله يدافع عن هذا الدين إلى يوم
القيامة ، كما قال الله عز وجل ) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا
نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ ( ، فهذا الدين محفوظ بحفظ الله له قام به من قام وارتد عنه من ارتد ، ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى
الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ( فالدين قائم ، لكن من ينصره فهو الموفق المُهْدَى إلى طريق الصحيح ،
ثم قال الله - عز وجل - : ) وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ ( نعمتي ماذا ؟ نعمة الدين ، ) وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي
عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ( يعني أتم نعمتي عليكم بأن حولكم للقبلة وأتم نعمتي عليكم بعد ذلك
بإيش بالشرائع وهذه الجملة فيها إشارة للتشريعات التي ستنزل بعد تحويل القبلة ،
يعني كأن الله يشعر هذه الأمة أن الله سيتم يوم أنعم عليها بالقبلة سينعم عليها
بالتشريع كله ، ولهذا جاءت التشريعات بعد هذه الآية وفي السورة كلها ، انظروا إلى
هذا الملحظ الدقيق في هذه الآية ، ) وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ( أي أن الله عز وجل أراد هدايتكم ، فهدايتكم حاصلة بتحويل القبلة ،
وهدايتكم حاصلة بإتمام نعمة الله عليكم بهذا التشريع الذي سيُشرِّعه لكم ، ألا
تلحظون أن هذا مشوق للتشريع ، يعني كأنه أراد والله تعالى أعلم يشوقهم للتشريع ،
فإن كانوا متشوقين لأمر لا شك أنهم يتلقوه بالقبول ، فانظر إلى رعاية الله وإعداد
الله لأمة الإسلام لأن تتلقى التشريع وهذا ما قلنا
لكم أكثر من مرة أن محور السورة عليه ، إعداد الأمة لتلقي التشريع ، لا
شك أخي الكريم حينما تقول لابنك ولله ولكتابه المثل الأعلى سأعطيك هدية تسعد بها ،
أو سأمنحك شي تكون به سعيدا ، أترى هذا الطفل أو هذا الابن أو هذا الموظف حينما
يقول له رئيسه سأكلفك بأمر هو حقيقة فيه عز لك وشرف وفيه صدارة ، سينتظر هذا الخبر
وسينتظر هذا الأمر وسيكون بشوق عظيم ، فكذلك الله - عز وجل - يشوقنا بأن هذا
التشريع من تمام نعمته علينا ، ولهذا قال في سورة الفاتحة ) صِرَاطَ الَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ( أنعمت عليهم بالدين فتم ذلك ، ثم قال الله عز وجل : ) وَلَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ ( أي أن الله أراد لنا الهداية وهذه من كمال نعمة الله علينا ، أراد
لهذه الأمة الهداية التامة وهذا معنى قوله اهدنا الصراط المستقيم الذي نسأل الله
تعالى دائماً في كل صلاتنا هذا السؤال العظيم .
ثم
قال الله تعالى : ) كَمَا أَرْسَلْنَا
فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ ( الكاف هنا متعلقة بماذا ؟ هذه اختلف فيها المفسرون ، كما أرسلنا
ماذا ؟ يعني هديناكم كما أرسلنا ، أو أتممنا عليكم كما أرسلنا ، أو حولناكم إلى
القبلة كما أرسلنا ! الظاهر - والله تعالى أعلم - كأن الله تعالى : أتممت عليكم
نعمتي بمنحكم هذه القبلة التي هي خير قبلة كما أرسلنا فيكم خير رسول ، لاحظوا
المعنى الدقيق العظيم ، أتممت عليكم بأن منحتكم خير قبلة كما أرسلنا فيكم خير رسول
، فاغتبطوا بهاتين النعمتين، واستمسكوا بهما وعضوا عليهما بالنواجذ، ولهذا قال في
مهنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأمته ) يَتْلُو عَلَيْكُمْ
آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ( هنا سؤال هو قال هنا : ) يَتْلُو عَلَيْكُمْ
آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ ( في الآيات السابقة في قصة إبراهيم ماذا قال ؟ ) رَبَّنَا وَابْعَثْ
فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ( هنا قال : ) يَتْلُو عَلَيْكُمْ
آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ ( قدم التزكية ويعلمهم الكتاب والحكمة ، ما الفرق بين الموضعين ؟
الفرق بين الموضعين هو أن الحديث هناك عن من ؟ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
) رَبَّنَا وَابْعَثْ
فِيهِمْ رَسُولًا ( فوظائف الرسول بالترتيب ، تلاوة وتعليم وتزكية ، هذه وظائف الرسول
، هذا الأصل في التعليم ، هنا الحديث عن من ؟ عن الأمة وما من الله تعالى بها في
رعايتها وإكمال الدين لها ، فقال : يتلو عليهم آياتك ويزكيهم فلا شك أن التزكية
أحق بالأمة أو في نتيجتها هي راجعة للأمة أكثر من التعليم ، لأنها هي النتيجة التي
ترجع للأمة هي الثمرة المرجوة للأمة .
حينما الإنسان يتعلم العلم لماذا ؟
ليزداد
به إيمانا وتزكية وعملا ، وهذا يا إخواني نأخذ منه درساً عظيماً وفائدة جليلة
دقيقة ؛ هي أن العلم إذا لم يورث العمل لا خير فيه ، وأن الأصل في العلم ، وأن
التعليم هو الأصل في التربية والتزكية ، نحن نقيم
هذه المدارس لتزكية أبنائنا لا لملئ عقولهم بالمعلومات ، إذا كان هدف المدرس ملأ
عقول الأبناء بالمعلومات فوالله لن يتربوا ، ونحن أيضاً في دروسنا هنا
وفي بيوتنا إذا كان المقصد أن أبنائنـا ترسخ في نفوسهم معلومات كثيرة فليس هذا
تربية ، القصد هو التزكية ، ومما يدل أيضاً هنا من الفوائد أن أقرب طريق للتزكية
ما هو ؟ نأخذها من الآية تلاوة القرآن ، ) يَتْلُو عَلَيْكُمْ
آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ ( فأعظم ما يزكي النفوس
كتاب الله عز وجل ) وَإِذَا تُلِيَتْ
عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ( فلا شك أن أعظم ما يزكي هو التلاوة ، ولكن التلاوة المقصودة هنا
التلاوة المتدبرة التي يعرف القارئ فيها مراد الله ، ماذا يريد الله منه فيتبعه .
ثم
قال الله عز وجل : ) وَيُعَلِّمُكُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ( وقد ذكرنا أن الكتاب هو القرآن وما فيه من تشريعات والحكمة هي
السنة التي هي مبينة للقرآن ، ثم قال : ) وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ
تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ( ما المقصود ) وَيُعَلِّمُكُمْ
مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ( ؟
هذه
فيها إعجاز قرآني ، وهو أن الله وعد الأمة بأن يفتح لها العلم والعلوم ، قال
ويعلمكم ما لم تعلمون الآن ، فكل من قرأها سيعلمه الله تعالى علماً جديداً ، ولا
زال العرب منذ إنزال هذا القرآن يتعلمون علوم جديدة ، حتى بعد أن توفي النبي - صلى
الله عليه وسلم - كم تعلم الصحابة من العلوم ؟ لا شك واليوم قد انفجرت العلوم ،
وانفتحت الدنيا على مصراعيها بعلومها حتى سبق أهل هذا الزمن من قبلهم في علوم
الفلك ) سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا
فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ( هذا معنى ) وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ
تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ( أي أن من أخذ هذا القرآن حقا وتعلمه
وتزكى به فإن الله سيفتح له آفاق العلم ، لأن هذا القرآن يا إخواني كل شيء
فيه كل العلوم ، ما في اكتشاف يا إخواني اليوم اكتشفوه وأصبح حقيقة إلا وقد أشار
القرآن إليه ، سبحان الله ، ما أعظم هذا القرآن ) مَا فَرَّطْنَا فِي
الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ( ) تِبْيَانًا لِكُلِّ
شَيْءٍ ( ، فما أعظم هذا القرآن لو أخذناه ليكون مصدرا لنا في علمنا ،
ولهذا قال الله تعالى في آية الدين ) وَاتَّقُوا اللَّهَ
وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ( أي أنكم إذا أخذتم هذا القرآن وهذا الدين واستمسكتم به فإن الله سيفتح
لكم آفاق العلم كله .
ثم
قال الله تعالى : ) فَاذْكُرُونِي
أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ( فهنا ما مناسبتها ؟
مناسبتها هي أنك بعد
أن يبين الله لك هذا البيان ويمنحك هذه القبلة خير قبلة ويمنحك هذا الرسول الذي هو
خير الرسل ماذا يشرع لك ؟ أن تذكر الله عز وجل ، وأن تشكره حق شكره على هذه النعمة
، يعني أن تغتبطوا ، كأن الله - عز وجل - قـال : فاغتبطوا بهذه النعم واشكروا الله
عليها فقد منحكم نعما لم يمنحها أحـد قبلكم ، ولهـذا قال : ) فَاذْكُرُونِي
أَذْكُرْكُمْ ( اعْرِفُوا قدري وفضلي أَعْرِفُوا ما لكم من الجزاء وأزيدكم من
فضلي ، فما أعظم اتباع هذه الآية بعد الآيات السابقة ، ولهذا قال : ) وَاشْكُرُوا لِي ( ولم يقل اشكروني ، اشكروا لي يعني بالعمل ، فرق بين اشكروني واشكروا لي ، كلاهما دالان ، ولكن
هنا عبر اشكروا لي بالعمل بالإشارة إلى العمل ، اشكروا لي بالتمسك بهذا الدين
واتباع النبي - صلى الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق