تفسير الآيات من 153 - 157
تفسير الآيات من 153 - 157
بسم الله الرحمن الرحيم
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ
(153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ
أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ
الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ
صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
انظروا إلى تتابع هذه الآيات في سياقها وغرضها وموضوعها ، الله - عز وجل
- هنا بعد أن حول المسلمين إلى القبلة وأكدها عليهم ورسخها في قلوبهم أنها الحق ،
هذا دافع للمؤمنين أن يستمسكوا بهذا الحق وألا يفرطوا فيه ، ودافع أيضاً للكافرين
المنافقين واليهود إلى ماذا ؟
إلى
أن يشنوا هجومهم بقدر استطاعتهم للمسلمين يوم أن أكرمهم الله حسداً وبغياً لاشك
كما هي طبيعة البشر ، يوم أن رأى اليهود أن أمة الإسلام شُرِّفت لا شك أن ذلك
سيوجههم إلى النيل منها ومحاولة مواجهتها بكل ما أوتوه من قوة ، فالله عز وجل بعد
أن رسخ في قلوب المؤمنين هنا أمرهم قال : ) اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ
وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ( فإنكم ستواجهون حربا بعد اليوم ، انتبهوا لأنكم أنتم الآن واجهتم
الناس وخالفتموهم فلا شك أن هذا داعي إلى المواجهة فهنا من إعداد الله وتهيئة الله
وتربية الله للأمة ، أن الله تعالى ينبهها بأن عدوًا أمامكم يتربص بكم ، فهل هناك
رعاية أعظم من هذه الرعاية ؟!
لا
، والله ، هذه الرعاية الربانية التي أشرنا إليها أكثر من مرة في هذه السورة ، قال
الله عز وجل : ) إِنَّ اللَّهَ مَعَ
الصَّابِرِينَ ( وهذا يفيد أن الله مع هذه الأمة ما دامت مستمسكة بدين الله سبحانه
.
خص الصبر والصلاة هنا لماذا ؟
لأن
الصبر في مواجهة المكاره والمشاق والصلاة هي في التحلية هي تخلية وتحلية ، تحلية
بالإيمان والقوة الإيمانية والصلة بالله عز وجل ، فانظروا إلى السر في الجمع
بينهما ، كأن الصبر فيه حصول ما لا ينبغي ، نعم تأثيره في حصول ما لا ينبغي ،
والصلاة في حصول ما ينبغي .
ثم
قال الله عز وجل : ) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ
يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ( ما مناسبتها ؟
مناسبتها
سلمكم الله أن هذه إشارة إلى وقعة بدر ، هذه الآية هي تشير إلى ، انظروا بعد أن
الله عز وجل أمر بالصبر هاهو العدو قادم من هو ؟ هم المشركون فقال الله عز وجل هنا
: ) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ
يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ( ويؤكد هذا سبب
نزول وهو ما ذكره الواحدي قال : نزلت في قتلى بدر من المسلمين وكانوا بعضة عشر
رجلاً وذلك أن الناس كان يقولون للرجل يقتل في سبيل الله مات فلان وذهب عنه نعيم
الدنيا ولذتها فأنزل الله تعالى هذه الآية فقال : ) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ
يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ( أي لا تقولون من
قتل في المعركة قد ذهبت حياته ونعيمه وسبق أجله ) بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ
لَا تَشْعُرُونَ ( وفي سورة آل عمران ) بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ
رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ( فلاحظوا أنه قال ( لا
تقولوا أموات ) ولم يقل ( ماتوا ) ما الفرق ؟
هنا
تعبير دقيق ، الفرق أن أموات يعني مات ذكرهم وحظهم من الدنيا ، وأما ماتوا هم
ماتوا بأشخاصهم ، دل قوله أموات على المعنيين جميعا موتهم وموت ذكرهم أو موت
نعيمهم لأنهم انقطعوا عن نعيمهم في الدنيا فقال الله : ) بَلْ أَحْيَاءٌ
( هنا سؤال ما وجه تخصيص الذين قتلوا في سبيل الله بالحياة مع أن كل من
مات فهو حي في قبره فهو حي في حياة البرزخ فما الفرق بينهم ؟
الفرق
بين من قتل في سبيل الله ومن لم يقتل في سبيل الله تعالى هو أن الذين يقتلون في
سبيل الله لهم حياة خاصة ورزق خاص في الجنة فخصهم الله تعالى بالحياة يعني أنهم في
قبورهم أحياء ويرزقون من الجنة فهذا دليل على فضل الشهداء إذا ماتوا في سبيل الله
تعالى ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن
أرواح الشهداء في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت ثم
تأوي إلى قناديلها » هذا الفرق بين حياة الشهداء في قبورهم وبين حياة غيرهم
أن هؤلاء يرزقون من الجنة وأن أرواحهم في الجنة .
ثم
قال الله عز وجل ) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ( ما مناسبة هذه الآية ؟
مناسبتها
سلمكم الله إلى أن الله تعالى يقول : يا أمة الإسلام يوم أن أكرمكم الله بالدين
ستحسبونه حياةً رفاهية وراحة ، لا لابد من المشقة فيه ولابد من الصعوبة ولابد أن
يواجهكم أعداء الله وستجدون في ذلك قتالاً وفقراً وجوعاً ونقصاً لأنكم ستحملون هذا
الدين ، ربما يشغلكم عن أمر دنياكم فالله تعالى قال : ) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ ( لاحظ كلمة شيء
يفيد أن هذا الذي سيصيبكم ليس بشيء أو هو شيء يسير في مقابل ما أنتم فيه من نعمة
هذا الدين أرأيتم أن الدنيا كلها ونعيمها لا تساوي شيء مقابل هذا الدين العظيم الذي
نحن فيه ونحن عليه مهما كان الإنسان عليه من جوع وخوف ونقص فإن حمله لهذا الدين هو
والله الخير كله .
قال
الله عز وجل ذلك تهيئة لهم حتى تتهيأ نفوسهم لما سيلاقون بسبب حملهم لهذا الدين من
مواجهة وتضييق وقتال وفقر وغير ذلك ، طيب هنا سؤال لماذا
خص هذه الأمور الأربعة الخوف والجوع ونقص الأموال والأولاد ؟
هذا
كله متعلقة بالجهاد وتبليغ الدين ، لاحظوا الخوف متعلق بخوف العدو وما يقع بعده ،
لاشك أن الذي يذهب للجهاد يكون في قلبهم وهذا خوف طبعي بشري لا تثريب فيه ، ثم
الجوع أيضاً لأن الخروج للجهاد والهجرة من البلاد سبب لترك الأموال والفقر المسبب
للجوع كما حال كثيرٍ من المهاجرين الذين تركوا أموالهم ، أما نقص الأموال فلما
ينشأ من قلة العناية بها بسبب خروجهم للغزو ، إذا خرجوا للغزو والقتال تركوا
مزارعهم وثمارهم وأموالهم فضعف إنتاجها والعناية بها فكان ذلك ضعفاً فالله عز وجل يقول
: لنبلونكم بشيء من ذلك فاصبروا واحتسبوا ، ) وَنَقْصٍ مِنَ
الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ ( بسبب القتال ) وَالثَّمَرَاتِ ( بسبب تركهم
لرعايتها والعناية بها ومعاهدتها .
هل وقعت هذه الأمور على الصحابة ؟
نعم
يقول هنا الرازي في كلام يقول : قال القفال : " أما الخوف الشديد فقد حصل لهم
عند مكاشفتهم العرب بسبب الدين ، وقد كان الخوف في وقعة الأحزاب ، وأما الجوع فقد
أصابهم في أول مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لقلة أموالهم ، حتى أنه
صلى الله عليه وسلم كان يشد الحجر على بطنه ، وروي أنه صلى الله عليه وسلم لما خرج
التقى مع أبي بكر قال : ما أخرجك ؟ قال : الجوع . قال : أخرجني ما أخرجك ، وأما
النقص في الأموال والأنفس فقد يحصل ذلك عند محاربة العدو بأن ينفق الإنسان ماله في
الاستعداد للجهاد وقد يقتل ، وأما نقص الثمرات فقد يكون بالجدب وقد يكون بترك
عمارة الضياع للانشغال بجهاد الأعداء " .
ثم
قال الله عز وجل : ) وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ( انظر إلى أن
الله عز وجل يهيئهم لذلك ويبشرهم بمقابل ما يصيبهم من البلاء قال ) وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ( ثم ذكر صفات
الصابرين الخلص ) الَّذِينَ إِذَا
أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ( ما مناسبة هذه الجملة
للصبر ؟
مناسبتها
سلمكم الله أن قوله : ) إِنَّا لِلَّهِ ( متضمنة إقرارهم
بالعبودية وتفويض الأمور إليه سبحانه وتعالى والرضا بقضائه وقدره فيما يبتليهم به
فهم قالوا : نحن لله ، فله سبحانه وتعالى أن يدبرنا على ما يريد ، هذا هو الإيمان
إقرار بعبودية الله وتفويض الأمور إليه ) إِنَّا لِلَّهِ ( نحن لله عز وجل
فما يكتب لنا فهو خير لنا لأن الله عز وجل لا يريد بنا إلا الخير . ثم قوله : ) وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ ( متضمنة كمال
اليقين والجزاء عنده ، يعني نحن لله تعالى وإنا إليه راجعون فيجازينا على هذه
المصائب وهذا الابتلاء يقيناً بهذا الجزاء فانظروا كيف اجتمعت في هذه الجملة كمال
الصبر أنهم لله يصرفهم بما يشاء وهذا استسلام لله وتفويض الأمر إليه وإنا إليه
راجعون في إيمانهم ويقينهم بأن جزاءهم الأوفر والأوفى والأكمل عند ربهم يوم يلقونه
سبحانه وتعالى يوم القيامة .
ولاحظوا
هنا فائدة نفيسة في التعبير ، تعبير القرآن يا إخواني حقيقة له دلالات عظيمة ولذلك
من المنهجية التي يمكن لطالب العلم أن يتلقاها أو يأخذها كمنهج في التفسير أنه
يعتني بالتعبير ، تعبير القرآن ، لماذا قال الله كذا ؟ وماذا نستفيد من التعبير
بهذه الجملة ؟ كما قلت لكم ) فَلَنُوَلِّيَنَّكَ
قِبْلَةً تَرْضَاهَا ( فالتعبير في قوله : ) فَلَنُوَلِّيَنَّكَ ( لاشك أنه دال
معنىً زائد عن معنى فلنوجهنك فيه ولاية وقرب وترضاها فيه معنى الرضا وتمام القناعة
بذلك ، فهنا نأخذ فائدة نفيسة معينة للإنسان على الصبر في أي مصيبة تصيب الإنسان
وهي : أن الله تعالى قال : ) وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
(155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ ( ما قال آمنوا ،
قال : ) قَالُوا ( وهذا يفيد أن
الاعتقاد يقوى بالتصريح والقول ، يعني قولك : ) إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ( الحمد لله على ما أصابنا ، كلامك هذا يقوي قلبك بالإيمان ، لاحظ
التصريح بالشيء يقوي ، ولذلك إظهار الأمر وإعلانه يكون في القلب فيه إعزاز وثبات ورسوخ ، دائماً الإنسان إذا أعلن شيء معناته أنه
مستقر في قلبه وإذا أخفاه بلسانه معناته عنده شك فيه ، فكونك تلفظ وتتلفظ بالإيمان
والصبر ذلك دالٌ على ما في قلبك من اليقين الراسخ فالتصريح بالأمر بالصبر بهذه
الكلمة يقوي الاعتقاد .
قال
الله عز وجل في جزائهم وانظروا يا إخواني إلى جزاء ) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ
صَلَوَاتٌ ( مِمَن ؟ ) مِنْ رَبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ( لاحظوا أن
الإشارة هنا للبعيد ) أُولَئِكَ ( دلالة على ماذا
؟ دلالة على بعد منزلتهم هنا في الكمال مثل ما قلنا في أول سورة البقرة ) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى ( فهم هنا حينما
قالوا ذلك واعتقدوه وأيقنوا به فقد اعتلوا في إيمانهم وارتفعوا فهم في مرتبة عليا ) أُولَئِكَ ( ثم قال الله
تعالى : ) عَلَيْهِمْ ( ما قال لهم ،
يعني متوجه الأمر لهم ) عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ ( ولماذا عبر بالصلوات هنا
؟ للدلالة على معنيين ما هما ؟
للدلالة
على الثناء عليهم والمغفرة لهم ، لاحظوا ) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ
صَلَوَاتٌ ( يعني ثناء من
الله عز وجل لهم ومغفرة لهم فما أعظم هذا التعبير القرآني الذي جمع هذين المعنيين
، وأيضاً ما الفائدة من جمع صلوات دون إفرادها ما قال
: ( أولئك عليهم صلاة ) دليل وتنبيه على كثرتها منه سبحانه وتعالى ليست
صلاة واحدة وليس ثناء واحد ، بل هو ثناء متكرر متعدد وهذا الثناء يشمل في الدنيا
توفيقاً وإرشاداً ومحبة منه سبحانه وتعالى لعبده وقذفاً في قلوب الناس لمحبته
وتيسيراً لأموره كل ذلك من الله وفي الآخرة ثواباً ومغفرة ، فما أعظم هذا التعبير
القرآني العظيم ، وأيضاً التعبير بهذا اللفظ مبالغة في كمال الرضا منه سبحانه
وتعالى ، لأنهم كمل رضاهم بربهم قالوا : ) إِنَّا لِلَّهِ ( فكان جزاؤهم من
الله كمال رضاه عنهم سبحانه وتعالى ، فانظروا كان الجزاء هنا من جنس العمل ، ولذلك
هذا الجزاء مقابل قولهم ) إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ( ، ) إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ( مقابل ) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ
صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ( كيف ذلك ؟ فإن قولهم : ) إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ( أو ) إِنَّا لِلَّهِ ( يقابله ) عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ
مِنْ رَبِّهِمْ ( رضا وثناء ومغفرة ، وقولهم : ) وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ ( في الجزاء يوم
القيامة يقابله ) وَرَحْمَةٌ ( ، فالله تعالى
يوم القيامة يقابلهم بذلك برحمته سبحانه وتعالى ومغفرته فما أعظم هذا الجزاء ،
ولهذا قال عمر - انظر إلى تأمل - عمر رضي الله عنه ممن تدبر هذه الآية فقال : نعم
العدلان وهما : ) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ
صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ( ونعمة العلاوة .
ما هي العلاوة ؟ ) أُولَئِكَ هُمُ
الْمُهْتَدُونَ ( فالله تعالى زادهم جزاء نعم العدلان وهما ) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ
صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ( ونعمة العلاوة
وهي قوله : ) وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُهْتَدُونَ ( .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق