تفسير الآيات من 268 - 274
تفسير الآيات من 268 - 274
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ
الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ
وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ
وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ
إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269) وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ
نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ
أَنْصَارٍ (270) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا
وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ
سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) ( .
هذا
وعدُ الشَّيطان ، وهذا وعدُ الرَّحمن , ولذلك إذا جَاءَك الشَّيطان يُخوِّفك
تذَّكَر وعد الله مُقابلُ هذا الوعد ( ومن أصدق من
الله قيلا ) الشَّيطان يعِدُك ، والله يعِدُك مغفرة وفضل , وفضل مال أيضاً،
والذِّي يَعِدُكَ واسعٌ وعليم سبحانه , ثم قال : ) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ
يَشَاءُ ( طبعاً عندنا تفسير بالسِّيَاق ، وتفسير بالعموم , فلو جئنا نأخذها
بسياقها لقلنا أنّ سياق الحكمة هنا - هنا نذكر قاعدة العبرة بعموم السبَّب , نقول العبرة بعموم السياق لا بخصوص السِّياق مثل ما نقول
قاعدة العبرة بعموم السبَّب لا بخصوصه , لكن
سياقُه في الحكمة هنا في : مسألة النفقة ) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ
يَشَاءُ ( سواءً في تأمُّل هذه الأمثال والنَّظر فيها ، أَو في وضع المَال
في موضعه , كما قلتُ لكم في أول آيات النفقة ) يَسْأَلُونَكَ مَاذَا
يُنْفِقُونَ ( فأشار إلى المَصرِف , وسيأتينا الحديث عن المصرِف الآن الآيات بعد
أن تكلَّمت عن المصروف سيأتي الحديث عن مكان الصرف .
قال
الله سبحانه وتعالى : ) وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ
نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا
لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (270) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ ( وهنا أيضاً آداب لمَّا مَنع من الرِّياء ، ومَنع من المَنّ . فأيضاً قال : ) إِنْ تُبْدُوا
الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ ( لاحِظُوا لمّا جاء مع الفقراء قال ) تُخْفُوهَا ( لأنّ هناك صدقات تحتاج إلى العَلَن لكن هذا الفقير بِعينه
الأَوْلى أن يكون الإعطاء له سِرّ .
**************
يقول
بعض المُفَسِّرين في الدِّرَاسات النَّفسية الحَديثة ثبت عند المتخصِصِين في هذه
الدراسات أنَّ كثير مِمَّن يُعطَون يَحقِدُون على
المُعطي , تجد مَثَل يقول اتقِ شرّ من أحسنت
إليه , ويَظهر في هذا والله أعلم كما ذكر بعض المُفسرين لأنّ هؤلاء الذِّين
يُعطوهم سواء أعطوا شفاعة ، أو مال أعطَوها وهم لم يتأدَّبُوا بآداب القرآن , وإلا
لو تأدَّبُوا بآداب القرآن ما حَصَل هذا الحُنق والضِّيق عند هؤلاء الفقراء لأنّه
تَبِعها مِنّة وأذى ، وتحقيد لكن تخيَّلوا أنَّ هذا الفقير أخذها بخُفية وهذا المُعطِي لم يرى أيُّ تفضُّل وفضل عليه
, هذه الآداب يا إخوان نطبّقها في عالم النفقة ، وعالم الإحسان للفقراء سَترى
مجتمع نظيف لا من جهة الغني ولا من جهة الفقير , لكن كثير من الأغنياء يرى نفسه
أعطيت وفعلت ولذلك بعض العامة عنده من الفقه إذا جاء يُعطي الزكاة تجده يقول هذا حقّ الله مالي دخل فيه , وبعضهم يحرص على
إخفائها غاية الحرص , ولذلك قال الله سبحانه وتعالى : ) إِنْ تُبْدُوا
الصَّدَقَاتِ ( المراد بها في بعض الصدقات تحتاج إلى إعلان
مشاريع خيرية كبيرة ,، بناء مساجد ) فَنِعِمَّا هِيَ ( لكن ) وَإِنْ تُخْفُوهَا
وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ ( لمَّا يَكُون المقام مقام
يُخشَى عليه من إذلال هذا الفقير ) فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ( .
**********
ثم
قال الله سبحانه وتعالى : ) لَيْسَ عَلَيْكَ
هُدَاهُمْ ( طبعاً السِّياق في العموم , وفي الخصوص في أمر النفقة ) لَيْسَ عَلَيْكَ
هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ ( بيـان أنَّ هَذا المُنفَق إنَّما هو خير لك أنت ، فالمِنّة لله - عز وجل - .
يُقال أنَّ أحد التابعين جاءته امرأة . فقالت : يا أبا أسامة تناديه إني أُريد أن أُخرج من المال ،
لكن لا أُريد أن أخرجه لفلان , أخشى أنَّ فُلان وفُلان يأكلوه ، فقال : لقد مَنَّيتِ وآذيتِ قبل أن تُعطي .
بمعنى أنتِ من بدأتِ الآن بالمنّ - بقولك يأكلونه ,
فينبغي للإنسان أن يُلاحظ مثل هذه الآداب .
) وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ
خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ ( يعني كما قلنا أنّه يُضاعف . في الآية السابقة عندما ختمها الله
بقوله : ) وَاللَّهُ يُضَاعِفُ
لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( ما مُناسبة ) وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( في الخِتَام ) مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ ( ؟
واسع الفَضل لأنَّ بعض الناس قد يَرِد عليه شيء
إيراد , يقول الله سبحانه وتعالى ضَرب مثل بالحبَّة ، والحبَّة أنبتت سبع سنابل
وفي كل سُنبلة مائة حبة ويُضاعف .
الذِّي
يبدأ يحسب بهذه الحسابات نقول له أنت مُخطئ ، أنت
تتعامل مع من ؟ مع الكريم الأكرم - اقرأ وربُّكَ الأكرم - حتى بعض النَّاس
في الحسنات يأتي يسأل ، كم لي من الحسنات ؟
فنقول له : أنتَ تتعامل مع الكَريم سُبحانه ،
مع الرَّحيم سبحانه , ولذلك في شَأن النَّفقة قد يَضيق بعض النَّاس في تصوُّرها
لكن الله - عزّ وجل - ذكر غير ذلك .
وبالمناسبة
فإن أهل العلم قالوا : إنَّ مسائل النَّفقات المُضاعفة
فيها مثل جزاء الصبر , يعني عندنا في الأَفعال في الإسلام الصبر ، والصيام
، والصدقة .
الحسنة
ليس بعشر أمثالها مضاعفة أكثر , الصبر ليس له حدّ ) إِنَّمَا يُوَفَّى
الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( كَم الحِساب ؟! لا تسأل عن الكمّ ، مع الكريم سبحانه .
والصِّيَام
لله وهو يجزي به , وهذه مُضاعفة أكثر من مُضاعفة , إذاً غير الصلاة غير الحج ،
فهذه العبادة عبادة الإنفاق إذا التزم العبد بهذه الشُّروط واتقّى الله - عز وجل -
وما منّ ، ووجد المِنَّة لله سبحانه وتعالى .
بل يقول ابن القيم رحمه الله : ( من أسباب
انشراح الصَّدر النَّفقة ) من ضاق صدره يُنفق ويبحث عن الفقراء بحث ، وخاصّة
الفقراء الذِّي ليس لك بهم صلة بهم ولا يعرفُونك , بل مَا شاء الله تَجِد حقيقة صُوَر مُشرقة لبعض التُّجَار والفضلاء , وقد
رأيت أحدهم يدخل مع سيارته ، يُنفق وواضع الِلثام على وجهه , ما يريد أحد يعرفه ,
يُمكن يُوكَّل غيره ، لكنَّه أراد أن يَتمتّع بهذه النَّفقة بهذا العطاء وخاصّة
أنه لا يُعرف من هو . ) وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ
خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ( .
ثم
قال الله سبحانه : ) لِلْفُقَرَاءِ ( خَصَّ هؤلاء بخصيصة ) لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ
أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ( هنا ذكر أصناف المنفَق عليهم , قبل قليل كان الحديث عن النّفقة ،
والذِّي قبله كان مثال لأَجر النَّفقة وآداب النفقة , ثم بعد ذلك بعد آداب النفقة
ذكر المُنفَق منه ، ثم المُنفَق عليه .
المُنفق عليه قال الله سبحانه وتعالى : ) لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ
أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ ( أُحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض ) يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ
أَغْنِيَاءَ ( الله أكبر !! حتى هذه فيه مدح , أُمِرَ الأغنياء بآداب وأُمِرَ
الفُقراء بآداب , قال الله في وصفهم : ) يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ
أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ ( وعلامتُهم ) لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ
إِلْحَافًا ( الذِّي يسألك مرة واحدة ويترك , بعض النَّاس يقول لو كان محتاج
سألني مرة ثانية , لا . هذا الذِّي يُبحث عنه , لا يتردَدون ويكثِّرون السؤال ,
وأيضاً لِباسهم هيئتهم يتعفَّفُون في لباسهم وفي هيئتهم لا يبالغون , البعض قد
يُبالغون في إظهار الفقر ) لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ
أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ
يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ ( يعني أنَّهم يُجاهِدون, جعلوا أنفسهم للجهاد في سبيل الله لا
يستطيعون ضرباً في الأرض، مِثل الذين حُصروا أيضاً عن الهجرة ، ومِثل الذين حُصروا
وجُعلوا فقط للجهاد ) أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ
اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ ( أيضاً وقد يكون ما عندهم القدرة على الضَّرب في الأرض , أيضاً بعض
الناس ما عنده قدرة في التكسب ، ما كل الناس يستطيع أن يبيع ويشتري ، فبعض الناس
عنده عجز في هذا الباب لكن ) يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ
أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ
النَّاسَ إِلْحَافًا ( لا يتَّعرضون للناس ولا يُلِّحُون فهذه من علاماتهم .
**********
ثم
قال الله سبحانه وتعالى : ) وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ
خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ( يعني : أيّ خير صغُر هذا الخير قلّ
هذا الخير , كأنّ الآية تُشير إلى أنّ الكُلِّ يُنفق ، ويُدقِّق ، ويَنظر .
ثم
قال الله - سبحانه وتعالى - في ختامه لهذه الآية ) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ( تلك آداب وهذه أوقات ، وسبحان الله لا يوجد
تكرار ) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً ( اللَّيل يُوافق السِّر ، والنَّهار يُوافق العَلانية تقَابُل ,
ولذلك أيضاً يجعل كل واحد منَّا له في أعماله الصَّالحة صَدقة
يُخفيها ( سبعة يُظلّهم الله في ظلّه يوم لا
ظلّ إلا ظلّه : رجل تصدَّق بِصَدقة فأخفاها حتى لا تعلم شِماله ما تُنفق يمينه
)
من شدة الخَفاء لا تعلم عنه , من شدة الخفاء , بل الذِّين انطبقت عليهم الصَّخرة
كل واحد يدعوا بصالح عمله فمن ضِمنهم من أخفى هذا المال
.
لكن
أعود إلى الذِّين يُظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظله ومِنهم هذا المُتصدق ،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فهل يُعقل أنّه
يُعادل الإمام العادل ؟!
نعم
يُعادل الإمام العادل ، لأنَّه قام في قلبه من تعظيم الله ، أنّ الله يراه فأخفى
هذه الصَّدقة إخفاءً حتى أنَّ بعض أَجزاءه لا يعلم بما أنفق , إذاً ) يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ( كل الأوقات ما بقي وقت , وعلى هيئات مختلفة سرّ وعلانية , قال
الله الذين يفعلون ) فَلَهُمْ ( بخلاف أولئك ) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا
وَلَا أَذًى( قلنا فرق بين ( ثم ) و (
الفاء ) :
(
ثُمَّ ) لا يُتبِعُون لا في العاجل ولا في
الآجل , بعض الناس لا يمنّ في أول الوقت ، بعد ذلك يمنّ , يعني إذا عُوتِب الإنسان على ما تَراخَى فمن باب أولى أن يُعاتَب
على ما كان قَبل التَّراخي , إذاً يقول الله سبحانه : ) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ
عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274) ( .
أسأل
الله عز وجل بأسمائه الحسنى وبصفاته العُلى أن يجعلنا جميعاً ممن يَستَمِعُ القول
فيتبع أحسنه ، وممن أراد الله بهم خيرا ففقَّهَهُم في دِينه , وهناك مقولة جميلة
لشيخ الإسلام ابن تيمية عند هذا الحديث ( من يُرِد الله به خيراً يُفقهه في
الدِّين ) يقول : ( ومقتضى هذا الحديث أنَّ مَن لَم يُرِدِ الله به خيراً لم
يُفقهه في الدِّين )
.
فنسأل
الله أن يجعلنا ممن فقُه في دِين الله ، وصلى الله وسلم وبارك على نبِّينا محمد
وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق